English
s

لماذا لا يتفاعل الشباب مع الحكومات؟

WGS001B01 Why arent young people engaged with governments
WGS001B01 Why arent young people engaged with governments

نشأ شباب عصرنا وترعرعوا على شبكة الإنترنت، متصلين ببعضهم بطرقٍ يصعب على أقرانهم الأكبر سناً فهمها. وفي الدول المتقدمة على وجه الخصوص، يحظى ما يسمى بـ"المواطنين الرقميين" بفرصة الوصول إلى مصادر غير محدودة من الأخبار والمعلومات والترفيه طوال حياتهم.

 

وهنا نجد شيئاً من التناقض، حيث يبدو أن جيل الألفية الأكثر اتصالاً في العالم يشعر بأنه منفصل تماماً عن الأشخاص الذين يمسكون بزمام السلطة. ومن اللافت وجود شرخ كبير، وسريع الاتساع، بين الأجيال عندما يتعلق الأمر بالسياسة.

 

ولنا في انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقرار المملكة المتحدة الخروج من الاتحاد الأوروبي، مثالان عن الفجوة بين الناخبين الأصغر والأكبر سناً، مما يدفع صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم إلى التساؤل حول كيفية إشراك الشباب بشكل أكبر في عملياتهم الحكومية والاقتصادية.



المصدر: Shutterstock.com

 

ليسوا غير مبالين بل هم ساخطون

 

وبالرجوع عدة أعوام إلى الماضي، شكلت القلاقل السياسية في المملكة المتحدة، خلال اختيار زعيم جديد لحزب العمال المعارض في عام 2015، مؤشرا على كيفية تفاعل الشباب مع الأنظمة السياسية في عصر الهواتف الذكية.

 

ويحظى كل عضو من أعضاء الحزب، البالغ عددهم نصف مليون، بصوتٍ انتخابي واحد. وكان الفائز غير المتوقّع هو جيريمي كوربين، الذي قدّم ما اعتبره الكثيرون أفكاراً يسارية متطرفة لا تتناغم مع الأعضاء الأكبر سناً، ولكنها استمالت الناخبين الشباب.

 

ووفقاً لما ذكرته صحيفة "فاينانشال تايمز" في وقت لاحق، فقد تبيّن أن أنصار جيريمي كوربين البالغ عددهم 250 ألفاً كانوا يتواصلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر هاشتاغات مثل #jezwecan على خلاف منافسيه. وأضافت الصحيفة: "تحدى كوربين مؤسسة حزب العمال ووسائل الإعلام الرئيسية المناهضة له ووجه لهم هزيمة نكراء".

 

 

وتوصّل موقع "يو جوف" (YouGov) المتخصص باستطلاعات الرأي إلى أن 60% من الناخبين المؤيدين لكوربين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار.

 

وعلى الرغم من فوز المحافظين في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة عام 2017، إلّا أن الأغلبية التي يتمتع بها الحزب تقلصت بشكل كبير، نظراً لدور الناخبين الأصغر سناً الذين يناصرون كوربين.



الصورة من: موقع "يو جوف" (YouGov)

 

ولا تقتصر مسألة المشاركة هذه على الديمقراطيات الغربية، حيث تبدي حكومات الشرق الأوسط اهتماماً بكيفية تشجيع الشباب على تأدية دور أكبر في المجتمع المدني.

 

وتسعى الحكومات في القارة الأفريقية إلى تشجيع في الشباب على الانخراط في مجال ريادة الأعمال، في إطار جهودها الرامية إلى تنويع اقتصاداتها القائمة على النفط والزراعة.

 

لذا، يُطرح السؤال ذاته بعدة لغات مختلفة، ولكن هل ستكون الإجابة هي نفسها؟

 

شباب من دون صوت

 

 

قبيل انتخاب دونالد ترامب العام الماضي، كتبت سارة يركس، وهي زميل في مؤسسة الفكر الأميركية، "مؤسسة بروكينغز"، مُقارِنةً مشاركة الشباب بالحملة الرئاسية مع مشاركتهم في انتخابات عام 2014 في تونس.

 

وأشارت إلى أن المرشحين في كلٍ من الحالتين ينتمون إلى فئة سكانية أكبر سنّاً، حيث يمثّل أحدهم الوضع الراهن، بينما يمثّل الآخر وعوداً بالتغيير، إلا أنهما لا يتناولان هموم الشباب.

 

وتقول يركس إن ما ينقصنا على ما يبدو هو أصوات الشباب أو من يمثلونهم.



مقارنة بين نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات الأمريكية في عامي 2012 و2016. الصورة من: Circle/NEPEP

 

واتخذت عدّة دولٍ إجراءات مختلفة لمعالجة هذه المشكلة.

 

 

حيث عيّنت دولة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، شما المزروعي بمنصب وزيرة الدولة لشؤون الشباب عام 2016، لتصبح بذلك أصغر وزير في العالم في عمر 22 عاماً.

 

كما أنشأت دولة الإمارات مجلساً وطنياً للشباب، برئاسة المزروعي. ويهدف المجلس إلى "تمكين الشباب الإماراتي ليصبح نموذجاً في ريادة شباب العالم في المجالات كافة. وتتمحور هذه الرؤية حول توفير التعليم للشباب والتفاعل معهم من خلال الاستماع لآرائهم وأفكارهم، وتطبيقها على أرض الواقع".

 

ويوجد في المملكة المتحدة برلمان الشباب الذي يناقش القضايا في مجلس العموم مرة واحدة في العام. وفي عام 2017، شارك حوالي مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاماً في اقتراع لتحديد المواضيع التي يجب مناقشتها. وتضمنت وضع منهج للحياة يشمل الشؤون المالية، والجنس والعلاقات، والسياسة، وخفض سن التصويت إلى 16 عاماً.

 

وعلى الرغم من ذلك، وصفت دراسة أجرتها جامعة كولورادو برلمان الشباب بأنه "سياسة رمزية"، وأضافت الدراسة أن "عدم اتخاذ إجراءات بناءً على آراء الشباب أو عدم أخذها على محمل الجد بالقدر الكافي" غالباً ما يتسبب لهم بالإحباط.

 

وفي حين يُعتبر منح الشباب صوتاً فاعلاً في صنع السياسات خطوة أولى نحو تحقيق قدر أكبر من المشاركة، إلّا أن الصوت بحد ذاته ليس كافياً.

 

التكنولوجيا تدخل اللعبة

 

في الماضي كان الناخبون يراسلون ممثليهم أو يتصلون بهم لتقديم الشكاوى، أما اليوم فهم يلجأون إلى "تويتر" و"فيسبوك" و"واتساب" وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي للتحدث إلى أصدقائهم، والشكوى من القرارات السياسية، وانتقاد القرارات التي تؤثر عليهم.

 

وفي حين أن بعض السياسيين قد لجأوا أيضاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي، إلّا أن استخدامها غالباً ما يكون للدفاع عن السياسات أو التقليل من شأن المعارضين. فالمشاركة، إن وجدت، تميل إلى اتخاذ شكل المواجهة.

 

وسعى باحثون في آسيا إلى إيجاد روابط بين وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة الشباب، وتوصلّوا بالفعل إلى العديد من الروابط المشتركة.

 

ويكمن الرابط الأول في دور وسائل الإعلام الجديدة، وكيفية عملها كمصدر بديل للمعلومات ومساحة للعمل المدني، يعتمد على وسائل الإعلام القائمة.

 

ففي الأنظمة الخاضعة للرقابة الشديدة، على سبيل المثال، تتيح منصات التواصل الاجتماعي فرصةً لطرح الانتقادات والآراء البديلة. ومع ذلك، يقول الباحثون: "تعتبر هذه الأنظمة الأكثر تهديداً للناشطين الشباب الذين يتخطون الحدود السياسية في العالم الافتراضي".

 

ويضيف الباحثون: "أمّا في الأنظمة الحرة نسبياً ... تُعتبر وسائل الإعلام الجديدة إضافاتٍ مفيدة للأدوات التي يستخدمها الناشطون الشباب للوصول إلى وسائل الإعلام التقليدية. وفي نهاية المطاف، إلى الجمهور العامّ والحكومة".

 

أما التوجّه الثاني فيمثّل إشراك الشباب في الهياكل السياسية القائمة.

 

فحيثما يوجد عنف بين الأحزاب أو حكم الحزب الواحد أو إخفاق الأحزاب المتنافسة في تحسين مستويات المعيشة، تكون رغبة الشباب في المشاركة محدودة.

 

وأخيراً، يستخدم الشباب التكنولوجيا لتناول قضايا مجتمعية أو فردية، مثل الكوارث المحلية الوطنية أو المشاكل العالمية مثل تغير المناخ، عوضاً عن التفاعل بشكل مباشر مع السياسيين.

 

الأمر ليس بتلك البساطة

 

لا توجد إجابة جاهزة وسهلة فيما يخص تشجيع الشباب على المشاركة في الهياكل السياسية، والتي غالباً ما تبدو في جميع أنحاء العالم بعيدة ومتزمّتةً وتخضع لإدارة الأجيال الأكبر سناً بغرض تحقيق أهدافهم.

 

ويعتبر منح الشباب صوتاً أمراً هاماً، ولكن كخطوة أولى فقط.

 

فالسماح للشباب بالاضطّلاع بدورٍ بارز في صنع القرارات والتواصل معهم عبر أي وسيلة تكنولوجية يستخدمونها يُعد أمراً يحمل فوائد جمّة؛ تماماً كالفوائد التي يمكن أن تنتج عن الأخذ برأيهم فيما يخصّ المسائل الهامة التي ستؤثر عليهم بعد فترة طويلة من ابتعاد الجيل الحالي، بخطوات متثاقلة، عن الساحة السياسية.


البراكين الهائلة حقيقية والحكومات غير مستعدة لمواجهتها

تشكّل البراكين الثائرة­ إحدى القوى الطبيعية التي تثير الرعب في نفوس البشر، ومن ذلك أننا ما زلنا نتناقل مثلا قصة ثوران جبل فيزوف عام 79 بعد الميلاد الذي دمّر مدينة بومبي الإيطالية القديمة، فالبراكين تُبرز عجز وضعف البشر تجاه القوى التدميرية الهائلة لل

نعم للسياسة في المدارس ليكون الأطفال مواطنين فاعلين

سُلّطت الأضواء في الآونة الأخيرة على حقوق الأطفال في جنوب أفريقيا، حيث أصبحت العقوبة البدنية، التي حُظرت في مدارس البلاد منذ عام 1996، محظورةً في المنازل أيضاً.

كولومبيا : مثال على قدرة الجامعات على المساهمة في بناء سلام دائم

شكّلت اتفاقية السلام في كولومبيا التي تمّ التوصل إليها مؤخراً خطوة تاريخية لوقف إطلاق نار بين الحكومة والجماعات المتمردة، بعد نزاع استمر أكثر من 50 عاماً. ولكن هذه الاتفاقية تطرح كذلك تحديات كبيرة مع سعي مختلف فئات المجتمع الكولومبي للتأقلم مع الوضع