English

حوارات القمة العالمية للحكومات تستشرف مستقبل الإنسان والكوكب

10 مارس 2021


شارك المقالة
Facebook
Twitter
LinkedIn

بول سافو: العالم بحاجة إلى منظومة مؤثرة ومتكاملة لإيجاد حلول سريعة للتحديات الملحة

  • استصلاح كوكب الأرض ضرورة إنسانية لاستكشاف الفضاء
  • سكان الأرض يواجهون تحدي "اللجوء المناخي" خلال العقود المقبلة
  • تعزيز التعاون الأممي لمواجهة تحديات المناخ وإنقاذ سكان الأرض
  • العالم يعيش اليوم في قرى صغيرة منفصلة تعيش تجارب مجزأة
  • نحن بحاجة إلى منظومة جديدة للتعاون العالمي التي تخلق قيادة ملهمة للمستقبل

شهدت المجتمعات الإنسانية خلال 30 عاماً مضت، تغييرات جذرية في المناخ وارتفاع درجات الحرارة، التي تعد واحدة من أهم التحديات التي تواجه البشرية في هذا القرن، والتي قد تجعل سكان الأرض لاجئين مناخيين خلال العقود الثلاثة المقبلة، وتجبرهم على النزوح إلى مناطق "أكثر أمناً"، إن لم تتعاون الدول وتشكّل منظومة عمل مؤثرة ومتكاملة لإيجاد الحلول الشاملة للتحديات الملحة.

شكل هذا المشهد معالم الجلسة الحوارية التي تحدث فيها البروفيسور بول سافو المختص باستشراف المستقبل وأستاذ الهندسة في جامعة "ستانفورد" بعنوان "ملاحظة العلامات ودراسة المعطيات.. تصور مستقبلي للعقد القادم"، والتي أدارتها كورين يوزيو رئيسة تحرير مجلة "بوبيولار ساينس" ضمن أعمال "حوار القمة العالمية للحكومات 2021"، التي تعقد برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله".

تأخير التعاون الدولي.. سبب في النزوح المناخي

وأكد بول سافو أن المجتمعات بحاجة إلى تشكيل منظومة عالمية متكاملة تسهم في تفعيل المبادرات الفاعلة لإيجاد حلول لتحديات المناخ، وتبني مفاهيم الحوكمة العالمية، ووضع نظريات للتعاون والتكامل والشراكات بين الدول بما يضمن إنقاذ كوكب الأرض خلال الأعوام المقبلة، موضحاً "يمتلك العالم حالياً وسيلتين فقط لمواجهة التحدي، وهي إما العودة بالزمن إلى الوراء لتفادي الأخطاء المناخية، أو تسريع تبني حلول الهندسة الجيولوجية التي تركز على وضع أنظمة حرارية عاكسة لأشعة الشمس، التي لم تثبت فعاليتها في حل تحديات المناخ، أو أنها ستسهم في تشكيل تحديات جديدة تؤثر على الحياة بشكل عام".

وأوضح أن العالم عالق بين هاتين الوسيلتين وقد انقسم إلى 4 فئات، أولهم الحالمون ممن يريدون العودة بالزمن حتى مع استحالة هذا الخيار، والمهندسون الذين يريدون تطبيق الحلول التقنية بغض النظر عن التحديات، وروّاد الفضاء الذين يخططون لبناء مدن على الكواكب الأخرى حتى مع صعوبة استكشاف الفضاء من دون انقاذ الأرض، وأخيراً الذين يريدون استصلاح الكوكب بالاستعانة بأدوات بسيطة لكنها أثبتت فعاليتها وتحتاج إلى فترات طويلة للعودة إلى المسار الصحيح.

وقال سافو: "لا نمتلك خياراً آخر سوى استصلاح كوكب الأرض بالطرق التقليدية، إذ تشير الأحداث التي جرت خلال الـ12 إلى 24 شهراً الماضية إلى أننا نعيش في عصر تسود فيه الكوارث المناخية غير المتوقعة، بحيث يمكن أن يؤدي دوران الانقلاب في خط الطول الأطلسي والمستويات المتغيرة للملوحة في المحيطات إلى تجمد القارة الأوروبية وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير في خطوط العرض المنخفضة".

القمة العالمية للحكومات منصة للحوار والتعاون

وأكد سافو أن القمة العالمية للحكومات توفر منصة ملهمة وفاعلة للحوار واستشراف المستقبل وتمكين الدول، وخصوصاً أن العالم يعيش حالة من الانقسام والمنافسة التي تقود إلى تبني قرارات أحادية، وحرمان بقية الدول من الاستفادة منها، والمشاركة في إنقاذ الكوكب، مشيراً إلى أن هذه الممارسات ستجبر سكان بعض المناطق على النزوح خلال العقود الثلاثة المقبلة، ليصبحوا لاجئين مناخيين بسبب استحالة العيش فيها، إن لم تبدأ الحكومات بالتعاون.

وشدّد على أن التحديات التي نواجهها اليوم، وهي: التغير المناخي وجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" تتشاركان العديد من المعطيات، أهمها أن العالم توقع حصولهما منذ سنوات طويلة، وكانت لديه المعلومات الكافية التي تمكنه من تجنبها، إلا أن المجتمع العالمي فضّل الانتظار ورصد النتائج بدلاً من إيجاد الحلول الوقائية.

العولمة بشكلها الجديد

وأوضح أستاذ الهندسة في جامعة "ستانفورد" أن المجتمعات العالمية شهدت تغييرات وتحولات جذرية بسبب تطور المجال الإعلامي، وظهور التلفاز، الذي أدى إلى عولمة التفكير، ومشاركة التجارب المجتمعية على نطاق أوسع، جعل العالم قرية صغيرة مترابطة ومتواصلة، وقال: "تغيرت هذه التجربة وتطورت العولمة إلى شكل جديد مع انتشار خدمات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي جعلتنا نعيش تجارب شخصية مجزأة وقسمت العالم إلى قرى صغيرة منفصلة".

وأضاف: "العولمة اختبار للبشرية وقد فشلنا في الاختبار حتى هذه اللحظة؛ نحن عاجزون بطبيعتنا عن التفكير على المدى الطويل والتصرف على هذا الأساس، ويكمن السر وراء بناء مجتمع عالمي فاعل، مع التركيز على التماسك الاجتماعي وإيجاد وسيلة كفيلة بتعزيز مستوى الوعي بأن مصيرنا مشترك ونحتاج إلى منظومة جديدة للتعاون العالمي التي تخلق قيادة ملهمة تجمع ما بين التغييرات الدائمة، والتغييرات الصغيرة التي يواجهها العالم، والمساهمة في الخروج من هذه التحديات".