English

القمة العالمية للحكومات تستشرف أولويات ومبادئ تصميم مدن المستقبل

19 يناير 2022


شارك المقالة
Facebook
Twitter
LinkedIn

أطلقت مؤسسة القمة العالمية للحكومات تقريرها الجديد تحت عنوان "مستقبل المدن: مبادئ التحول الرقمي في المدن" بالشراكة مع شركة "كي بي أم جي" ، ويركز على عوامل تطوير المدن الحديثة وضرورة تسريع التحول الرقمي الشامل بما يسهم في تحقيق الجاهزية للمستقبل، وتنفيذ الخطط الاستراتيجية التي تنعكس إيجاباً على حياة الأفراد.

يقدم التقرير، الذي تم إطلاقه بالتزامن مع انعقاد فعاليات أسبوع أهداف التنمية المستدامة العالمية في إكسبو 2020 دبي، ثلاثة مبادئ رئيسية يمكن للحكومات الاستفادة منها في تسريع إنجاز الخطط الرئيسية، وتحقيق القفزات النوعية، من خلال اتباع منهجية عمل تضع أفراد المجتمع أولوية قصوى وتحقق الأهداف العليا للمجتمعات، تعزيز التحول الرقمي الذكي الذي يعتمد البنية التحتية الرقمية المتطورة، إضافة إلى الاستفادة من مفهوم "تحقيق القفزات النوعية" التي تفسح المجال أمام تسريع إنجاز الدورات التطويرية بالاعتماد على التحول الرقمي الشامل.

ويستعرض التقرير أهم الابتكارات والمبادرات العالمية التي أطلقتها المدن من مختلف قارات العالم بما يضمن تعزيز الابتكار وتسريع التحول الرقمي، لتوفير خدمات مجتمعية متكاملة للأفراد، حيث يسلط الضوء على مبادرة مؤشر السعادة الذي أطلقته هيئة دبي الرقمية ويتم تطبيقه في أكثر من 170 جهة في حكومة دبي والمؤسسات الخاصة، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للأفراد وتعزيز جهود التنمية المستدامة.

وأكد محمد يوسف الشرهان نائب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات أن القمة رسّخت موقعها مركزاً عالمياً للمعرفة الحكومية المستقبلية ومنصة توفر قاعدة بيانات بحثية متكاملة تمكّن قادة الحكومات وصناع القرار من تصميم سياسات جديدة ووضع خطط استراتيجية متكاملة تعزز جاهزية الحكومات للمستقبل، وتطوير نموذج متقدم يحدد التوجهات، ما يضمن تمكينها من مواصلة التنمية المستدامة.

وقال إن تقرير مستقبل المدن الذي تم إطلاقه بالشراكة مع "كي بي أم جي" بالتزامن مع أسبوع الاستدامة، يسلط الضوء على أهمية التخطيط الاستراتيجي ووضع مبادئ عامة تتسم بالمرونة لتطبيقها عبر مختلف القطاعات، وتمكين الحكومات من تطوير هوية جديدة للمدن تعتمد الرقمنة والتكنولوجيا عوامل رئيسية لمواصلة التحسين، وتطوير الجيل الجديد من الحكومات المرنة التي تواكب مختلف المتغيرات العالمية وتضع الحلول الفاعلة للتحديات المختلفة.

من جهته، قال مازن حوالة، شريك، رئيس قسم القطاع الحكومي في شركة "كي بي أم جي" انه باستخدام أمثلة من الممارسات الناجحة من جميع أنحاء العالم، يقدم هذا التقرير حلولا عملية لقادة المدن والإداريين والمسؤولين والشركاء وصناع القرار حول كيفية بناء المرونة في تخطيطهم وكيفية الاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية باستخدام التكنولوجيا.

يمكن للمدن الانتقال إلى الرقمنة الذكية من خلال اعتماد تحليلات صارمة للحلول التقنية. ويمكن الآن تطبيق الرقمنة بسرعة أكبر وفعالية أكثر مما كانت عليه في الماضي من حيث التكلفة.

وأشار تقرير مستقبل المدن إلى أهم التحديات التي تواجهها المدن في الوقت الحالي في سبيل تحقيق أهدافها، حيث شهدت نمواً متزايداً خلال السنوات الماضية لتبلغ نسبة السكان المقيمين في المدن 55% من إجمالي السكان خلال عام 2018، والتي من المتوقع أن ترتفع بحلول العام 2050 لتصل إلى 68%، وستتركز هذه الهجرات في الدول الأسيوية والأفريقية، بحيث ينتقل السكان من المناطق الريفية إلى المدن.

وأضاف أن المدن تواجه اليوم تحدي تضاعف المساحة بحلول العام 2070، والذي يحتم تعزيز البنية التحتية الحالية ومواءمتها مع الكثافة السكانية المتوقعة، وتداعيات جائحة كورونا المستجد "كوفيد-19" التي أدت إلى تراجع كبير في نسبة التمويل التي تحصل عليه خطط تطوير البنية التحتية، والنقص المتزايد الذي يصل إلى 15 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2040.

ولفت التقرير إلى أنه ينبغي على المدن اتخاذ القرارات السريعة ووضع أولويات وطينة جديدة تمكّنها من تحقيق التحول الرقمي السريع وتعزيز فاعلية الخدمات التي يتم تقديمها للأفراد، وأهمية تطوير هوية جديدة بالاعتماد على ثلاثة أنواع من الرؤى المستقبلية، تشمل: وضع طموحات طويلة المدى، وتطوير رؤى متوسطة المدى، إضافة إلى تعزيز الأولويات الوطنية من خلال وضع أدوات وآليات عمل جديدة لرفع مستوى خدمات الأفراد على المدى القصير.

ووضع التقرير عدة عوامل يمكن للمدن الاعتماد عليها في تسريع التحول الرقمي، تشمل التركيز على المستقبل من خلال وضع رؤى واضحة وسهلة بحيث يمكن تطبيقها بمرونة وتحديد الخدمات والمشروعات الرئيسية، وتطوير هوية جديدة للمدينة تستطيع تحقيقها من خلال الرؤى ووضع سياسات عمل مساندة تعزز الاستثمارات في البنية التحتية وتوظيف التكنولوجيا، إضافة إلى وجود قيادة ذات رؤية واضحة تطبق التحول الرقمي بفاعلية.

ويستعرض التقرير 11 مبادرة وقصة نجاح تمكنت فيها مدن من 10 دول حول العالم، من تعزيز تحولها الرقمي، وتوظيف أحدث الوسائل التكنولوجية لتحقيق طموحات الأفراد، وتطلعاتهم نحو المستقبل، وتعزيز الخطط الاستراتيجية عبر التعرف على الاحتياجات الحالية وإيجاد الحلول المبتكرة لها.

ويسلط التقرير الضوء على مبادرة مؤشر السعادة لجعل دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة على مستوى العالم، الذي أطلقته هيئة دبي الرقمية في مارس 2014، والذي يقيس مستوى سعادة أفراد المجتمع عبر تطبيق ذكي مرتبط بشبكة مركزية متكاملة، ومستوى الرضا عن الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية في إمارة دبي، وتتيح المبادرة التي تم تطبيقها على 172 جهة حكومية وخاصة، للجهات تقييم تجربة المتعاملين من خلال رصد البيانات التفاعلية التي تم تسيمها ضمن قطاعات ومناطق مختلفة، تسهم في تحسين تجربة الخدمات المقدمة.

وكانت القمة العالمية للحكومات وقعت 8 شراكات معرفية مع نخبة من أبرز الشركات الاستشارية والمؤسسات البحثية العالمية المتخصصة، لإطلاق سلسلة تقارير ودراسات علمية مبنية على رؤى استباقية لتحديد أهم التوجهات والفرص الجديدة لدعم الحكومات وتعزيز جاهزيتها للمستقبل وعالم ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث تركز التقارير على دراسة التحولات العالمية وأهم التحديات التي تواجه الحكومات والقطاعات المختلفة، وتمكينها من استشراف المستقبل وتحديد الأوليات ووضع آليات عمل جديدة تمكّنها من بناء حكومات المستقبل.

ويمكن الاطلاع على النسخة الكاملة لتقرير "مستقبل المدن: مبادئ التحول الرقمي في المدن "عبر الرابط الإلكتروني:
https://www.worldgovernmentsummit.org/ar/detail-ar/principles-for-digi tal-ar.

-مل-

وام/عماد العلي

المصدر: وام