English

ثورة البيانات الضخمة: تحويل البيانات الأولية إلى رؤى مستقبلية

09 فبراير 2015


شارك المقالة
Facebook
Twitter
LinkedIn

البيانات وحدها لا تكفي

يتيح التحليل المنهجي للأرقام والبيانات التوصل إلى رؤى مستقبلية هامة بشأن العديد من التغيرات التي يشهدها العالم، حيث تشكل الإحصائيات والبيانات الخاصة بمعدلات النمو السكاني نموذجاً للكيفية التي يمكن من خلالها تحليل البيانات وتحويلها إلى رؤى وآفاق مستقبلية حاسمة ومهمة في هذا المجال.

وقد ركز الدكتور هانس روسلينغ، بروفيسور الصحة الدولية في معهد "كارولينسكا" والشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "غاب مايندر" خلال جلسة "ثورة البيانات الكبيرة: تحويل البيانات الأولية إلى رؤى مستقبلية" على أهمية الإحصائيات الديموغرافية وتلك المتعلقة بمعدلات الخصوبة والوفيات إلى جانب بيانات رئيسية أخرى، كمؤشر يعتمد عليه في استشراف آفاق الدول والحكومات، وأكد في هذا المجال أن دبي ستصبح بلا شك بؤرة العالم ولا سيما العالم الاقتصادي والمالي في المستقبل.

وقال أن تحويل البيانات المتاحة إلى رؤى وتحاليل مستقبلية يشير إلى أن مكانة الولايات المتحدة وأوروبا ستتراجع في العالم، بينما سيساهم تركز نمو الكثافة السكانية في آسيا وأفريقيا في جعل المدن التي تقع بينهما محور العالم.

وباستخدام الرسوم البيانية والإحصائيات، قام روسلينغ بإعطاء الحاضرين صورة حيوية لبيانات الكثافة السكانية ذات العلاقة. حيث أظهرت إحدى الرسوم البيانية أن دولة الإمارات العربية المتحدة باتت في نفس مرتبة الولايات المتحدة الأمريكية من حيث النسبة المتدنية لوفيات الأطفال، على الرغم من أن هذه النسبة كانت عند مستوى أعلى بكثير في دولة الإمارات قبل سنوات معدودة.

وسيكون استمرار التباين الكبير في معدلات النمو السكاني في المناطق المختلفة من العالم، هو المحرك الرئيسي للتغيرات التي يتوقع أن يشهدها العالم في المستقبل، حيث ستقود معدلات النمو السكانية المنخفضة وارتفاع نسب المسنين إلى تراجع أعداد السكان في أوروبا بحلول عام 2035، بينما سيزداد عدد سكان قارتي آسيا وأفريقيا بنحو مليار نسمة، ما سيقود إلى تركز نحو 80% من سكان العالم ضمن هاتين القارتين، بعد أن كان ثلث سكان العالم يقيمون في العالم الغربي قبل عقود قليلة.

وأكد روسلينغ أن العالم ليس بحاجة لمزيد من البيانات والأرقام، فهناك بيانات في الأمم المتحدة وفي الوكالات الإحصائية الوطنية وفي الجامعات وفي المنظمات غير الحكومية الأخرى، وفي المقابل هناك صانعو السياسات ومسؤولو الشركات متعطشون لمعرفة كيف يتغير العالم. إلا أنه لا يتم استخدام البيانات المتوفرة بالصورة السليمة، فتبقى قابعة في قواعد البيانات تنتظر من يحللها بشكل فعّال، مشيراً إلى أن برنامج (GapMinder) لتحليل البيانات، الذي صممه شخصياً، يتيح استنباط العديد من الاستنتاجات والدلائل والتصورات والرؤى المستقبلية التي تحمل درجة عالية من الدقة، والتي تعتبر مرجعاً مهماً يمكن البناء عليه من قبل صانعي القرار حول العالم.

معرض الصور