English

الابتكار في الخدمات الحكومية: الدروس المستفادة من تجربة أمريكا اللاتينية

11 فبراير 2014


شارك المقالة
Facebook
Twitter
LinkedIn

ظهرت أمريكا اللاتينية، على مدى السنوات الماضية، كواحدة من أبرز المناطق في محاور الابتكار في الخدمات الحكومية. وقد سلطت جلسة "الابتكار في الخدمات الحكومية: الدروس المستفادة من تجربة أمريكا اللاتينية"، التي نظمت بالتعاون مع مركز أمريكا اللاتينية للتعاون والتنمية، الضوء على عوامل النجاح الرئيسية والدروس المستفادة من تطوير وإصلاح القطاع الحكومي في أمريكا اللاتينة. 
وركزت الجلسة على مستقبل الابتكار في الخدمات وعلى الجيل القادم من تصميم وتقديم الخدمات الحكومية بالاعتماد على أمثلة من كوستاريكا وجمهورية الدومينيكان وبنما.

وكان محاور الجلسة هو معالي المهندس سلطان المنصوري وزير الاقتصاد في الإمارات العربية المتحدة حيث تحاور مع كل من معالي روبيرتو جالاردو نونيز - وزير التخطيط والسياسة الاقتصادية في كوستاريكا ومعالي رامون فينتورا كاميجو - وزير الإدارة العامة بجمهورية الدومينيكان بالإضافة إلى ألفارو راميريز ألوجاس الباحث في مركز البحوث في الإدارة الحكومية والسياسة العامة بمعهد البحوث وأستاذ في جامعة تشيلي بدولة تشيلي.

وعرض جالاردو نونيز و جهود بلاده في تسخير القطاع الحكومي في تقديم خدمات ذكية للمواطنين حيث قال إن تركز المواطنين في بعض المناطق الحضرية يشكل تحديا ليست فقط لحكومتنا ولكن لكل حكومات دول العالم حيث يشكل ضغطا على البنية التحتية.
وأوضح أن كوستاريكا أطلقت مشروعا خدميا للمواطنين من خلال مراكز متخصصة لتقديم الخدمات الحكومية للمواطنين دون التوجه مباشرة إلى المركز أو عاصمة المدينة بهدف تجنب الكثير من المشكلات المتعلقة بالازدحام، مضيفا أن تركز المواطنين في بعض البلدان أن يثقل عمل هذه البلدان وحكوماتها.

وأضاف أن كوستاريكا طورت برنامجا للشفافية يسمح بنشر كل العمليات الحكومية على الإنترنت كما يوفر الرسائل النصية للمواطنين وذلك بهدف تعزيز مبدأ الشفافية بين المواطنين والحكومة.

وأشار جالاردو نونيز إلى أن التركيبة السكانية تتغير وهو ما يفرض مزيدا من التحديات على الحكومة من أجل تقديم الخدمات الصحية لكل المواطنين وخاصة كبار السن.

وقال إن كوستاريكا قررت الاستفادة من الموارد البشرية وتوظيفها بالتزامن مع التقدم في تكنولوجيا المعلومات من أجل ضمان التواصل والتفاعل بين الحكومة والمواطنين من أجل تلبية احتياجاتهم، ولذلك أطلقت بلاده نظاما جديدا يسمح بالاستماع لطلبات المواطنين ونقلها للجهات الحكومية لتنفيذها.

واختتم حديثه بالقول إنه من أجل تقديم خدمات ذكية للمواطنين لا يتعين فقط التركيز على التكنولوجيا الحديثة بل يتعين الاستماع إلى شكاوى المواطنين من أجل التقارب والتواصل معهم. 

ومن جانبه، قال فينتورا كاميجو وزير الإدارة العامة بجمهورية الدومينيكان إن الاعتماد على نظام معلومات شفاف هو أحد عوامل النجاح الرئيسية للحصول على خدمات حكومية مبتكرة، موضحا أن هذا النظام يسمح بجمع المعلومات وخلق قاعدة بيانات عريضة يتم تطويرها من فترة إلى أخرى بهدف الوصول إلى إدارة حكومية إلكترونية شفافة.

وأضح أن حكومة بلاده قامت بتشجيع التنافس وتطوير آلية اتخاذ القرار بهدف تحسين الآداء والوصول إلى المواطنين من خلال توفير المعلومات الخاصة بإدارة الشؤون الحكومية للجمهور ونشر تلك البيانات ليكون المواطن على دراية بالخدمات المقدمة إليه.
وأضاف فينتورا كاميجو أن جمهورية الدومينيكان تبنت استراتيجية لجعل الحكومة منفتحة على المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم للاستفادة منها في تقديم الحلول والخدمات.

وأشاد وزير الإدارة العامة بجمهورية الدومينيكان بالأمن والأمان في دولة الإمارات العربية المتحدة متطلعا إلى استفادة بلاده من التجربة الإماراتية في هذا المجال.

من جانبه، قال الفارو راميريز ألوجاس، الباحث في مركز البحوث في الإدارة الحكومية والسياسة العامة بمعهد البحوث وأستاذ في جامعة تشيلي بدولة تشيلي، إن التحدي الأول الذي يواجه بلاده هو إحداث التغيير مؤكدا أن الدولة لا تستطيع احتكار حل المشكلات فالحكومات تحتاج إلى تعاون مواطنيها في المساعدة في حلها وتطوير خدماتها.

وأوضح أن بلاده تواجه تحديا آخر على الصعيد المحلي وهو إدارة المعلومات الحكومية للاستفادة القصوى منها من أجل تحسين الخدمات الحكومية، مشيرا إلى أن بلاده تتبنى استراتيجة لتطوير منظومة التكنولوجيا الحديثة بمشاركة فعالة من المواطنين للمساهمة في تقديم حلول مبتكرة. 
واختتم حديثه قالا إن دول أمريكا اللاتينة تواجه تحديا مشتركا فيما يتعلق بالشفاقية والانفتاح مشددا على ضرورة مشاركة كل الأطراف في حل المشكلات وتقديم الخدمات لتحقيق النجاح الحقيقي.

معرض الصور