English

نموذج السعادة

11 فبراير 2015


شارك المقالة
Facebook
Twitter
LinkedIn

جين ليم المدير التنفيذي لشركة ديليفرينغ هابينس الحفاظ على سعادة الموظفين وتواصلهم يعزز إنتاجية وأداء المؤسسات

يرتبط مفهوم السعادة لدى الغالبية العظمى من الناس بالابتسام، إلا أن السعادة في الواقع تتجاوز ذلك بكثير. إن السعادة تتجسد أيضاً في تزايد الإنتاجية، وارتفاع مستوى إتقان العمل، والقدرة على بث الطاقة الإيجابية لدى الآخرين، فالأشخاص السعداء يصنعون مجتمعات منتجة ومشروعات تتمتع بمعدلات أداء وربحية متميزة.

لكن كيف تُسعد الحكومات شعوبها؟

كان هذا هو محور جلسة "نموذج السعادة" التي استعرضت فيها جين ليم المدير التنفيذي للسعادة في "ديليفرينغ هابينس" العوامل التي تطور مفهوم السعادة، وبدأت حديثها بالثناء على ما لمسته من مؤشرات السعادة على وجوه قاطني إمارة دبي التي تزورها للمرة الثانية.

وترى جين ليم أن فهم المرء لرؤيته الذاتية، ونواياه وأهدافه العليا، يمكن أن يقوده في النهاية إلى السعادة وإلى المحافظة عليها. وتقول ليم: "إن عقولنا مبرمجة على السعي وراء السعادة، إلا أننا فاشلون للغاية في معرفة كيفية الحفاظ عليها" الأمر الذي ينعكس سلباً على أداء المؤسسات في القطاعين العام والخاص على حد سواء. وتشير الدراسات في هذا المجال إلى أن حوالي 87% من الموظفين على مستوى العالم لا يتواصلون بشكل كاف مع زملائهم بالعمل، الأمر الذي يؤدي إلى خسائر هائلة في الإنتاجية (تقدر بقيمة 500 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها).

وعلى الجانب الآخر، فإن الموظفين السعداء قادرين على إسعاد عملائهم وعلى قيادة المؤسسات التي يعملون بها نحو النجاح والتمتع بسمعة متميزة. تشير البيانات إلى أن الحفاظ على سعادة الموظفين وتواصلهم مع زملائهم يمكن أن يساهم في تقليص الإجازات المرضية للموظفين بنسبة 66%، والتقليل من الشعور بالإنهاك بنسبة 25%، واستبدال الموظفين بنسبة 51%. علاوة على ذلك، فإن زيادة مشاركة الموظف وتواصله مع زملائه في العمل تساهم في زيادة المبيعات بنسبة 37%، والإنتاجية بنسبة 31%، وتؤدي إلى مضاعفة القدرات الإبداعية إلى 3 أمثالها وازدهار الأرباح بنسب تتراوح بين 22 و33%.

وتؤكد هذه الأرقام على أن تعزيز سعادة الموظفين يمكن أن يجعل المؤسسات أكثر نجاحاً. وتقول ليم أن أسرع 20 شركة من حيث النمو بين شركات التجارة الإلكترونية استخدمت نموذج السعادة، وكانت النتائج التي حققتها استثنائية، حيث سجلت زيادة في حجم مبيعاتها الشهرية بنسبة بلغت 39%، وانخفاضاً في معدل تغيب الموظفين المفاجئ عن العمل بنسبة 92%.

وترى ليم أن خلق الشعور بالالتزام لدى الموظفين هو من أهم أسباب نجاح المؤسسات، بالإضافة إلى اطلاعهم على قيمها الجوهرية ومشاركتهم إياها .

ولكي يتمكن أصحاب العمل من تطبيق "علم السعادة" على أفضل نحو، لابد من أن يتعرفوا على أنماط السعادة الثلاثة، وهي:

أولاً: السرور، والذي يأتي ويذهب سريعاً.

ثانياً: الشغف، الذي يجعل المرء شديد الارتباط بمكان عمله، بحيث تنقضي ساعات عمله دون أن يحس بها. وتصف ليم هذه الحالة قائلة: "يبلغ المرء هذا القدر من الشغف، حينما يتوافق مستوى مهارته مع مستوى التحدي الذي يخوضه". ويتعين على المؤسسات أن تصل بموظفيها إلى هذا المستوى بحيث يصبحوا هم من يصنعون السعادة".

ثالثاً: الهدف أو القيمة لدى الموظف أو الشركة، فهذا الهدف أو هذه القيمة هي التي ستضمن استمرارية السعادة.

معرض الصور