English

مدن المستقبل: دور التكنولوجيا في تغيير نمط الحياة والعمل والتنقل

11 فبراير 2015


شارك المقالة
Facebook
Twitter
LinkedIn

مدن المستقبل تعرف سكانها وتتفاعل معهم بشكل متواصل وتعزز نمط حياتهم

يواجه المخططون الرئيسيون في مدن العالم اليوم تحديات ضخمة مرتبطة بالازدحام والكثافة السكانية والضغوط المتنامية على مختلف البنى الأساسية، والتي يتعاملون معها من خلال حلول تخفف من آثارها المتراكمة على مدى عقود أو قرون، وتحد من تأثيراتها على النمو المستدام وحياة السكان، مع التخطيط في ذات الوقت لإقامة مراكز أو مدن جديدة.

وقد شكلت جلسة "مدن المستقبل: دور التكنولوجيا في تغيير نمط الحياة والعمل والتنقل" فرصة للاطلاع على الشكل الذي ستكون عليه المدن الجديدة التي ستقام في العالم، إذ بدأها البروفيسور كينت لارسون مدير علوم المدن في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالإشادة بالتطور الذي حققته دبي في هذا المجال بقوله: "يسعدني أن أتحدث في دبي عن مدن المستقبل، فلا يوجد مكان أفضل من دبي للحديث عن رؤى مدن المستقبل، نظراً لأنها باتت بالفعل إحدى أفضل مدن العالم"، قبل أن يصطحب الحاضرين في رحلة شيقة للاطلاع على أبرز الملامح التي ستشكل مدن المستقبل.

وقال أن الرؤى الجديدة لتصميم مدن المستقبل تنطلق من الحاجة لتجنب المشاكل التي تواجهها مدن اليوم. لقد بدأت المدن في عالمنا كتجمعات تتركز الكثافة السكانية في وسطها وتحيط بها تسهيلات الخدمات والمزارع، قبل أن تؤدي الثورة في قطاع النقل والمواصلات التي توجها ظهور السيارات في تغيير هذا النمط، حيث بدأ الانتشار الأفقي للمدن، وهو ما ترافق أيضاً مع نمو رأسي في بعض المدن المزدحمة مثل بكين وساوباولو وغيرهما.

وأكد لارسون أن مدن المستقل ستجمع بين الذكاء والاستدامة وتعزيز نمط حياة السكان، إذ ستعتمد بشكل كبير على استخدام أحدث التقنيات في مختلف المجالات بغية جعل حياة الناس أكثر سهولة وأقل تعقيداً. وسيتم ذلك من خلال وضع حلول عملية للعديد من المشاكل التي يواجهها سكان المدن نتيجة عجز البنى الأساسية القائمة عن تلبية متطلبات النمو وتصاعد أعداد السكان.

ولهذا فإن مدن المستقبل ستكون مصممة على شكل عدة مدن صغيرة (Micro cities) ضمن مدينة واحدة، والتي يشكل كل منها مجتمعاً متكاملاً قائما بذاته.

ستختفي في تلك المدن الحاجة للسيارات التقليدية، وسيحل محلها مزيج مبتكر من وسائل المواصلات المتسمة بالاستدامة البيئية مثل الدراجات الهوائية والدراجات المزودة بثلاثة عجلات والمجهزة بمحركات كهربائية صغيرة، وجيل جديد من العربات الصغيرة القابلة للطي.

كما ستمتاز مدن المستقبل بكونها مدن تعرف سكانها وتتفاعل معهم بشكل متواصل، وتلبي متطلباتهم وتطلعاتهم من خلال مزيج مناسب من التسهيلات التي سيتم توفيرها اعتماداُ على قواعد بيانات السكان بمختلف فئاتهم، وضمان تمتعهم بهذه التسهيلات ضمن مسافات يسهل قطعها سيراً على الأقدام.

وإلى جانب ذلك ستمتاز تلك المدن باستخدامها لأحدث التقنيات في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والتعامل مع أزمات مصيرية تعاني منها مدن اليوم، مثل نقص الغذاء، حيث ستستخدم تلك المدن تقنيات جديدة تضاعف الإنتاج من مساحات صغيرة مع تقليص استهلاك المياه والأسمدة بشكل كبير.

معرض الصور