English

جيفري ساكس: مؤشر تقدم الشعوب يقاس بناتج السعادة بدلا من الناتج المحلي الإجمالي

12 فبراير 2014


شارك المقالة
Facebook
Twitter
LinkedIn

جلسة: السعادة – مفتاح نجاح الحكومات

تعتبر سعادة المواطنين الهدف الرئيسي للحكومات في كل أنحاء العالم حيث أصبح مؤشر تقدم الشعوب يقاس بناتج السعادة الإجمالي بدلا من الناتج المحلي الإجمالي. وفي هذه الجلسة، عرض البروفيسور جيفري ساكس، رئيس مركز الأرض بجامعة كولومبيا الأمريكية، وهو أحد أهم خبراء الاقتصاد، أفكاره حول التحديات والفرص الراهنة أمام تعزيز وتحسين جودة حياة المواطنين.

وأشاد البروفيسور ساكس، وهو خبير للتنمية المستدامة ومستشار للأمم المتحدة تولى أعداد أول تقرير لمقياس سعادة الشعوب باهتمام دولة الإمارات العربية بتعزيز سعادة المواطنين من أجل عالم أفضل واتخاذها هذا الدور الريادي الفريد. كما أشاد ساكس بتركيز القمة الحكومية الثانية في دبي على مفهوم السعادة والسبل الكفيلة بتحقيق سعادة ورفاهية المواطنين.

و أوضح البروفيسور ساكس في الجلسة التي حاوره فيها عادل الطريفي، رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط أن هناك طريقتين لقياس السعادة، الأولي هي "الدرجة الشعورية" وتعني وجود الرضا والابتسامة على وجه الإنسان مما يؤدي إلى التفكير الجيد، في حين تتمثل الطريقة الثانية في "الدرجة الإنعكاسية" المرتبطة بمفهوم أرسطو للسعادة، والذي يتخلص في ارتباط السعادة بالفضيلة والقيم السامية والتعاطف المجتمعي والالتزام المتواصل.

وقال إن هناك أبعادا عديدة لقياس السعادة منها: تلبية الاحتياجات الأساسية ووجود الدعم الاجتماعي وصحة الأفراد الجسدية، موضحا أن عندما يشعر المواطنون بأن المجتمع الذي يعيشون فيه مجتمع كريم تنتشر فيه الفضيلة فهذا يمنحهم السعادة.
واستطرد قائلا إنه إذا كان المجتمع ليس فيه خير ويسعى فقط للأهداف المادية فإن هذا المجتمع لا يشهد رخاءا، وهذا من أهم الأمور الرائعة في الإسلام.

وشدد ساكس ضرورة التزام الحكومات بمحددات السعادة ومنها جودة الحوكمة والعدالة وشفافية الحياة السياسية ومبادئ الفضيلة. وأكد أن السعادة هي هدف ينبغي أن نسعى إلىه ويعتمد على صحة المجتمعات وأداء الحكومات، فالسعادة لا تقتصر على التقدم فحسب ولكن تنجز من جانب الأفراد إذا التزموا بالفضيلة.

وأثنى البروفيسور ساكس على دولة الإمارات لاهتمامها بإسعاد المواطنين واحتلالها المركز ال-14 عالميا في مؤشر سعادة الشعوب وهو ما يعكس العمل الدوؤب لتحقيق رفاهية المواطنين. وأوضح أنه على الرغم من التقدم الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها تحتل المركز الـ17 في نفس المؤشر معربا عن أمله في أن تحذو بلاده حذو دولة الإمارات العربية المتحدة.

ونوه إلى ضرورة الاهتمام بسعادة الأطفال مؤكدا أنه إذا لم يبدأ الأطفال حياة سعيدة، يصعب إدراك هذا النقص في وقت لاحق. وأشار إلى أن أهمية تلبية احتياجات الأطفال النفسية والجسمانية منذ الصغر وهو ما يساهم في تحقيق السعادة لهم حيث أنه يحتاجون إلى بيئة آمنة وغذاء مناسب وصحة وحب من الوالدين والتحفيز لكي ينشأوا بطريقة سلمية .

كما أوضح أن 25% من الأطفال في الولايات المتحدة ينشأون في مناطق فقيرة حيث يعانون من خلل في التعليم وكذلك السلوك غير السوي بسبب تجاهل احتياجاتهم في السنوات الأولى من العمر.

وفيما يتعلق بمدى تأثير الدخل على مستوى السعادة، أوضح أن انخفاض الدخل يبعد المجتمعات عن السعادة حيث لا يستطيع المواطن تلبية احتياجاته الأساسية، مشيرا إلى أن ارتفاع معدل التضحم يرتبط ارتباطا وثيقا بعدم الشعور بالسعادة.