مهد التقدم التكنولوجي الطريق أمام ظهور بعض المفاهيم مثل البيانات الضخمة، وإمكانية التنقل، وتقنيات الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، وهي عناصر محورية تساعد على تحول سبل إدارة الأعمال في العديد من الصناعات، وكذلك في الحكومة. في حين أن العديد من الهيئات الحكومية قد أدركت بالفعل الإمكانات الكبيرة للبيانات الضخمة التي يمتلكونها، إلا أنهم لا يولون سوى اهتمام ضئيل للغاية إلى القدرة على الاستفادة من هذه البيانات في توفير فرص العمل أو سد الفجوة بين أصحاب العمل والموظفين.

يتغير العالم سريعاً. حيث ترتبط التكنولوجيا بين الناس داخل الحدود الوطنية وعبرها، وتخالف الافتراضات القائمة. ويعمل تزايد الدين العام على الحد من نطاق عمل الحكومات في مجموعة من المجالات السياسية. كما يعمل تغير المناخ على زيادة تكرار وحجم الظواهر الجوية الشديدة. فنحن نعيش الأن أكثر من أي وقت عبر التاريخ البشري في عالم يمكن للأحداث والقرارات التي تحدث في جزء من العالم أن تؤثر على الحياة في الطرف الآخر من عالمنا. واذ نقر بأن هذه التغيرات تحدث بالفعل حالياً، فقد اشتركت كيه ام بي جي الدولية مع مركز موات بكلية السياسة العامة والادارة، في جامعة تورنتو،وعملت معه من أجل التوصل الى فهم أفضل للتوجهات الكبرى التي سيكون لها تأثير كبير على الحكومات في السنوات المقبلة، فضلاً عن التغيرات المطلوبة من أجل الوصول الى الحكومة التي تتسم بتنفيذ الممارسة المثلى في المستقبل.

إن الابتكار الحكومي يتمثل في إيجاد وسائل جديدة للتأثير على الحياة اليومية للمواطنين من خلال تحسين الوضع الصحي والارتقاء بقطاع التعليم ، وحماية البيئة ، وتجميل البنية التحتية ، والعمل على توفير الوقت والموارد ، وضمان الثقة في الحكومة نفسها . يشتمل هذا التقرير على نماذج رائدة لابتكارات الحكومات الخلاقة والتي سيتم استعراضها ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2016 كما يكشف عن مجموعة فريدة من العناصر المشتركة بين جميع الابتكارات بصورة ترسم الطريق إلى الأمام بالنسبة للآخرين الذين يتطلعون إلى إحداث تغيير نحو الأفضل في بلادهم، والمجتمعات المحلية والمحافظات والوزارات ، والوكالات ، وفي أي مكان في العالم . ويبين التقرير أيضا من خلال المبادرات والبرامج المستعرضة أن الابتكار الحكومي هو أمر في متناول الجميع دون الحاجة إلى موارد ضخمة وإن الالتزام بالمضي قدما والاصرار على النجاح هما العناصر الأساسية لتحقيق النجاح في هذا المجال كما أن فرص الابتكار لا حدود لهما فهي تنتظر من يعمل جاهداً لاكتشافها .

"لا بد للحكومات من مواكبة آخر التطورات العلمية والتكنولوجية، وذلك لتنظيم نثل هذه التطورات والاستفادة منها لتقديم الخدمات. ورغم ذلك ، تسير مثل هذه التطورات بوتيرة متسارعة ، تجعل من الصعب على صنع السياسات اللحاق بها. ويظل تحديد التطورات التي ينبغي التركيز عليها تحدياً رئيسياً. يسلط هذا التقرير الضوء على تطورات ثلاث نالت اهتماماً كبيراً في الوقت الحاضر . ألا وهي : الروبوتات والذكاء الاصطناعي والطب الجينومي، والبيانات الحيوية، والتي تشترك بخصائص مشتركة. "