English
s

بإمكان التكنولوجيا المساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بثلاث طرق

Young People?



يمكن أن تسهم القوى المحفّزة للثورة الصناعية الرابعة، من الأجهزة الجوالة والذكاء الاصطناعي إلى تحليل البيانات وحُبّ الشباب للتكنولوجيا، في المساعدة على تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستندامة بحلول عام 2030.

 

وصرّحت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات، معالي ريم الهاشمي، خلال القمة العالمية للحكومات في دبي لعام 2018 أنّ الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا كان ضرورياً لتنمية الأفكار المشتركة بين الدول وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

 

وكانت هذه الأهداف قد اعتُمدت بالإجماع من قبل 193 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015. وتسعى هذه الأهداف الطموحة إلى معالجة عدم المساواة الاجتماعية عالمياً، بما في ذلك تلك المتعلّقة بالفقر والجوع والصحة والتغير المناخي والمساواة بين الجنسين.

 

وقالت معالي ريم الهاشمي: يعتبر تلاقح الأفكار بين الدول والمجتمعات أمراً حيوياً لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

 

وأشار أنخيل غوريا، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أن استخدام التكنولوجيا لقياس أثر أهداف التنمية المستدامة يعتبر أمراً بالغ الأهمية. وقال للحضور في القمة العالمية للحكومات إن الأبحاث توصّلت إلى أن 57 في المائة فقط من الأهداف الـ169 للتنمية المستدامة قابلة للقياس، مضيفا: "نحتاج إلى تطوير نظام يتيح لنا معرفة مدى التقدّم الذي أحرزناه، وتحديد وجهتنا وأفضل الطرق للوصول إليها".

 

جمع البيانات ومشاركتها

 

تمّ إحراز بعض التقدّم في جمع البيانات الهامة لقياس مؤشرات الأداء الأساسية، وتعريف صنّاع القرار بأدوات القياس المطلوبة لتحقيق الأهداف.

 

ويضم تحالف الشراكة العالمية من أجل بيانات التنمية المستدامة حكومات ومجموعات المجتمع المدني وشركات تُقدّم المشورة للأمم المتحدة بشأن كيفية تحويل البيانات إلى أفعال وضمان أن يكون لها أكبر أثر ممكن. وتُدير هذه الشراكة خططا لتطوير خريطة طريق للبيانات لمساعدة الدول على نشر منظومات بيانات تخدم فئات متعددة. وستوفّر الشراكة أيضا بيانات للمساعدة على ضمان ألّا يتمّ استبعاد الأشخاص الأكثر حرمانا في المجتمع.

 

وعلى الرغم من ذلك، فإن البيانات بمفردها عديمة الفائدة ما لم تكن متوفرة بشكل جاهز وقابلة للتفسير. ولذلك، فإن هناك حاجة ملحّة أخرى تكمن في توفير المنصّات لعرض أفضل الممارسات. ويجب أن تتيح هذه المنصات وصولا سهلا للجهات العاملة على تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمساعدة على تجنّب الأخطاء.

 

وتعتبر "البيانات الضخمة للصالح الاجتماعي" مثالا على المشاريع التي تهدف إلى تحقيق هذه الغاية، وهي مبادرة تابعة لرابطة "جي إس إم إيه" هيئة التجارة في قطاع الجوال. وتتكون هذه المجموعة من 19 مشغّلاً للجوال يعملون على تطوير أفضل الممارسات الشائعة لتجميع الهويات وتحليل كميات كبيرة من البيانات. وتقدّم المجموعة أيضاً نصائح عن كيفية تحويل بيانات الجوال إلى إجراءات يمكن تطبيقها على أرض الواقع.

 

قوة الشباب

 

يكمن العنصر الرئيسي الثالث في أي استراتيجية تقنية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في ضمان مشاركة الشباب. وصرّح منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة خلال اجتماعه عام 2017: "اضطلع الشباب بدور ريادي في إيجاد حلول تكنولوجية وإعلامية جديدة لبعض من أصعب التحدّيات".

 

وتابع: " الشباب مبدعون ويتمتّعون بمهارات تكنولوجية، وعلى دراية باحتياجات مجتمعاتهم المحليّة".

 

إلّا أنّ المنتدى حذّر من أنّ العديد من الشباب غير قادرين على الاتصال بالإنترنت للاستفادة من التطورات التكنولوجية، وأشار في هذا السياق: "يعتبر ضمان تطوير والوصول إلى بنية تحتية قوية للإنترنت، أمراً محورياً لضمان الاستخدام الملائم للتكنولوجيا في تطبيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة".

 

وتشمل الخطط التي تتناول هذه القضايا معهد الأمم المتحدة لإشراك الشباب في أهداف التنمية المستدامة، الذي يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الشباب وتسجيل نقاشات معهم في إفريقيا مثلا بهدف إثراء الحوارات وتطوير حلول تساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

شراكات غير تقليدية

 

ترى معالي الوزيرة ريم الهاشمي أنّ حدث "إكسبو 2020 دبي" يمثل فرصة مقبلة للحكومات والمؤسسات لتطوير طرق تكنولوجية لتحقيق روابط أفضل بين الدول والمجتمعات ومجموعات المجتمع المدني، لتمكينها من تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

وصرّحت معاليها أمام الحضور في القمة العالمية للحكومات قائلة: "لا تنشأ هذه الروابط بشكل عرضي، ويمكننا أن نجعل من حدث ’إكسبو 2020 دبي‘ قوة دافعة للاستفادة من الروابط التي يمكن أن تنشأ بين الدول وخلق صيغ غير تقليدية من الشراكات".

 

وبفضل الهواتف الذكية، بات بإمكان دول مثل كينيا مثلا أن تكون على اطلاع بما يحصل في آيسلندا، وبإمكان دول مثل سويسرا معرفة ما يجري في سوازيلاند.

 

واختتمت معالي ريم الهاشمي قائلة: "إن تمكّن حدث ’إكسبو‘ من جمع هذه الدول معاً للمشاركة في الحوار والمشاركة في خلق نتائج ملموسة يمكن قياسها وتنفيذها، فسيكون ذلك حسب اعتقادي أمراً رائعاً".