English
s

استبيان يكشف أن الشباب أكثر ميلاً لدعم مخطط فكرة الدخل الأساسي العالمي، لكن الأمر لا يتعلق بالميول السياسية

استبيان يكشف أن الشباب
استبيان يكشف أن الشباب

كشف تحليل لاستبيان أجري في دول مختلفة من أوروبا أن الشباب يميلون لتفضيل فكرة الدخل الأساسي العالمي أكثر من أقرانهم الأكبر سناً. ويتفاوت الدعم الذي يحظى به هذا المخطط بين مختلف أرجاء القارة الأوروبية، حيث كان الشباب في روسيا أكثر المتحمسين لهذه الفكرة، في حين كان أقرانهم في الدول الاسكندنافية من أقل المؤيدين لها.

 

وتتمثل فكرة الدخل العالمي الأساسي في منح حصول الجميع على مبالغ تقدمها الدولة بشكل دوري بغض النظر عن أي مصادر دخل أخرى، حيث يتم دفعها لشخص عاطل عن العمل أو مليونير، بالنسبة والوتيرة ذاتهما. ويمكن أن تكون المبالغ كافية لتغطية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمسكن، أو أن تكون بقيمة أكبر.

 

وتحلّ بعض المخططات المطروحة محل المنافع المالية الأخرى، على الرغم من أن إحدى الميزات المحتملة للعديد من هذه المخططات تتمثل في تفادي تحري الدخل، مما يجعل تقديمها أسهل وأقل تكلفة. وتم إطلاق برامج تجريبية محدودة في هولندا وفنلندا، دون الحصول على أي أدلة عملية لنجاحها. كما أجرت سويسرا استفتاءً حول طرح مخطط مماثل، قوبل بالرفض من قبل الأغلبية.

 

وتضمّن المخطط الذي عرض على المشاركين في الاستبيان دخلاً شهرياً يغطي تكاليف المعيشة الأساسية، ليحل محل العديد من المنافع الاجتماعية الأخرى، بهدف ضمان الحد الأدنى من معايير المعيشة للجميع، حيث يتلقى الجميع المبلغ ذاته بغض النظر عن كونهم موظفين أو عاطلين عن العمل، كما يمكن للموظفين الاحتفاظ بالدخل الذي يكسبونه نتيجة عملهم أو أي موارد أخرى، ويتم تمويل هذا المخطط من أموال الضرائب.

 

وكانت أكبر نسبة دعم لمخطط الدخل الأساسي العالمي في روسيا، في حين سجلت أدنى نسب الدعم في السويد وسويسرا والنرويج. وانقسم الدعم في المملكة المتحدة وهولندا مناصفةً بين المؤيدين والمعارضين؛ في حين دعم أكثر من نصف المشاركين في سلوفينيا وبلجيكا وبولندا وايرلندا وجمهورية التشيك مخطط الدخل الأساسي العالمي. ولم تتخط مستويات الدعم في فرنسا وإستونيا والنمسا وأيسلندا وألمانيا نسبة 50%.

 

وأفاد أكثر من نصف المشاركين في فنلندا بأنهم يفضلون الفكرة، مما قد يشير إلى أن المناقشات رفيعة المستوى بشأن حول إطلاق برامج تجريبية هناك أدت إلى اتخاذ مواقف أكثر إيجابية.

كما قمنا أيضاً بتحليل الدول التي تستخدم برامج حكومية استناداً لأنظمة الرفاه في الدولة والتي وصفها عالم الاجتماع الدنماركي جوستا إسبينج-أندرسن في كتابه "العوالم الثلاثة لرأسمالية الرفاه الاجتماعي". واستخدمنا مصطلح "الديمقراطية المسيحية" في الشكلين 2 و3 لوصف النمسا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا، في حين تضمّن مصطلح "أوروبا الشرقية" التشيك وأستونيا وبولندا وروسيا الاتحادية وسلوفينيا، بينما تنضوي فنلندا وأيسلندا وهولندا والنرويج والسويد تحت لواء "الديمقراطية الاجتماعية".

 

ولعل أكثر التفاوتات وضوحاً هو الدعم الكبير من شريحة الشباب لفكرة الدخل الأساسي العالمي، مقابل نسب تأييد متدنية لدى الجيل الأكبر سناً. وينطبق ذلك تحديداً على المملكة المتحدة حيث يدعم 61.3% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً مخطط الدخل الأساسي العالمي مقارنةً بنسبة 43.2% من الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً؛ مع الملاحظة بأن الأشخاص الذين يزيد سنهم عن 65 عاماً في كل من دول الديمقراطية المسيحية وأوروبا الشرقية يدعمون هذه المخطط بشكل أكبر من الشريحة العمرية ذاتها في الدول الأخرى.

كما طلبنا من المشاركين في الاستبيان الاجتماعي الأوروبي أن يقيّموا أنفسهم وفق مقياس لليمين أو اليسار السياسي، حيث يمثل الرقم 0 اليسار المتطرف ويمثل الرقم 10 اليمين المتطرف، وكان الموجودون على الطرف الأيمن من المقياس أقل تأييداً لفكرة الدخل الأساسي العالمي، لكن مستويات الدعم بين هؤلاء كانت أعلى من المتوقع، إذ يبدو بأن الدعم الذي تحظى به فكرة الدخل الأساسي العالمي يتحدى المفاهيم السياسية التقليدية، حيث لا تنتمي إلى اليسار أو اليمين، بل تشكّل مجموعةً جديدة كلياً.

ووجدنا على امتداد جميع الدول أن العاطلين عن العمل أو العاملين في مجال التعليم كانوا أكثر ميلاً لتأييد الفكرة، بما يتماشى مع التوقعات، إضافةً إلى الأشخاص ذوي الدخل المنخفض. في حين لا يبدو أن مستويات دعم المشاركين لفكرة الدخل الأساسي قد تأثرت بدينهم أو جنسهم أو عدد سنوات تعليمهم. وفي المملكة المتحدة، أظهر ذوو الاحتياجات الخاصة والمرضى المصابون بأمراض مزمنة مستويات أدنى من الدعم للدخل الأساسي العالمي، ما مما يعكس مخاوفهم المحتملة من خسارة المنافع القائمة.

 

وتحظى فكرة الدخل الأساسي العالمي بتأييد البعض منذ مطلع القرن التاسع عشر، وتشير هذه التجارب التي أجريت مؤخراً والاهتمام المتزايد بالدخل الأساسي العالمي إلى احتمال استمرار هذه السجالات خلال الأعوام المقبلة.


تفاقم النزاعات أخطر ما يهدد ازدهار القارة السمراء

تلقّت المساعي الأفريقية لتحقيق ازدهار مستمر ومستدام ضربة موجعة في العام الماضي جرّاء أزمة كوفيد-19، إذ تشير تقديرات البنك الأفريقي للتنمية إلى تراجع اقتصاد القارة الأفريقية بنسبة 2,1 بالمائة عام 2020

ريح عاتية تعصف بقطاع الطاقة: الرياح تجري بما يشتهي البعض وتعاند الأكثرية

لا يخفى على أحد أن قطاع النفط والغاز واجه عاصفة شديدة أدت إلى اختلال توازنه. فقد شهد القطاع انخفاضاً حاداً في أسعار السلع وتراجعاً كبيراً في الطلب، وزاد إلى ذلك التصور السلبي المتصاعد تجاه استخدام الوقود الأحفوري لا سيّما في الدول الغربية. ولم تعد ش

ما الذي تعلّمته الحكومات من الأزمة المالية في 2008؟

تخلّف الجروح ندوبا، والأمر نفسه ينطبق على الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم في 2008، والتي باتت تعتبر أطول وأشد الأزمات الاقتصادية العالمية منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين. ​