مختبر الابتكار: صمم خدمتك مع جوجل
شهدت جلسة مختبر الابتكار: صمم خدمتك مع جوجل" بداية غير تقليدية، حيث بدأها المتحدث بيتر بارون، رئيس التواصل والعلاقات العامة بشركة جوجل، بتوجيه استفسار صوتي لموقع جوجل عبر هاتفه الجوال حول أطول مبنى في العالم، فجائه الصوت من الجهاز مجيبا "برج خليفة"، فعاود بيتر السؤال: "واين يقع؟" ليجيب الجهاز "في دبي"، معطيا أيضا معلومات حول المسافة ما بين بيتر والبرج في تلك اللحظة.
وبعد أن جذب السيد بيتر اهتمام الحضور بحواره القصير مع هاتفه الجوال، شرع في الحديث عن الفرص التي تتيحها التكنولوجيا اليوم قائلا: "تخيل أنك تائه في مكان، ولا يوجد معك سوى هاتفك المحمول، لن تحتاج لسؤال أحدهم أو الانتظار، إذ يمكنك ببساطة أن تسأل هاتفك وسيقوم بإرشادك بالصوت والصورة."
وقال: هذا التطور التكنولوجي لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة لجهد مخطط في مجال الاستفادة القصوى من الأفكار المبتكرة والخلاقة، وهو الأساس الذي تعتمده جوجل في تطوير مشاريعها وأعمالها. فنحن نختار مشروعاتنا حين تقع في منطقة وسطى بين مشكلة كبرى، حل مبتكر، وطفرة تكنولوجية. أي أن فريق عمل جوجل يرصد أولا وجود مشكلة كبيرة ثم يشرع في البحث عن حل مبتكر وتطويره تقنياً، وهذا هو أحد اسرار نجاحها." وأعطى مثالا على ذلك بسيارة جوجل، وهي سيارة جديدة ذاتية الحركة تعمل جوجل على تطويرها، بعد أن تم رصد "مشكلة كبرى" تتمثل في كون أخطاء القيادة سبب رئيسي للزحام والاختناقات المرورية والحوادث، وهو ما يمكن تلافيه من خلال القيادة المبرمجة إلكترونيا. وأصر بيترعلى أنه رغم أن الفكرة قد تكون صادمة للبعض، إلا أنهم في جوجل يؤمنون بجدواها.
وأضاف "أخذت شركة جوجل منذ نحو خمس سنوات قراراً بالاستثمار في موقع يوتيوب وهو ما استهجنه البعض في ذلك الوقت لكننا اليوم نقف واثقين من أن اختيارنا كان صائبا، وهذا هو شعورنا تجاه مشروع سيارة جوجل، فالثقة والاستعداد لاتخاذ قرارات كبيرة هو أول أسرار إدارتنا للشركة."
وتحدث بيتر عما أسماه سر آخر من أسرار إدارة شركة جوجل، والمتمثل في حسن اختيار المواهب والكفاءات وقال أن أحد السعي لاكتشاف المواهب والكفاءات والاشخاص المتسمين بالابتكار واستقطابهم ودعمهم يأتي ضمن صدارة أولويات الشركة، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة السعي للحفاظ عليهم كعاملين بالشركة وضمان رضاهم وقدرتهم على العطاء.
وقال: "التحديَ الأكبر الذي نواجهه اليوم يتمثل في إيجاد أصحاب الابتكارات القادمة من الشباب. فعلى الرغم من أن عمر شركتنا اليوم يبلغ 15 عاما، لكننا نعمل على أن تظل روح شركتنا شابة ومتجددة"
وأجاب بيتر على أحد اسئلة الحضور عن أهم عوامل استمرارية نمو جوجل بقوله: "يمثل الطموح أحد أبرز العوامل بالتأكيد. فمهما كبرت يتعين عليك أن تظل تطمح للأفضل. فنحن اليوم نفكر في جعل الانترنت متاحا للجميع، مع افتقار نحو 5 مليارات نسمة في عالمنا للاتصال بشبكة الإنترنت، ونحن نريد أن نغير هذا الواقع، ونقوم بأبحاث في نيوزيلاندا حاليا بشأن إمكانيات توفير مصدر ثابت للانترنت لسكان العالم المحرومين من من الاتصال بالشبكة.