كيف أصبح بيل غيتس رجلأً غنيًا: هل يمكن لتغيير الخرائط الذهنية أن يغير العالم؟
بوصفه عالمًا في مجال هندسة الصواريخ ومستشارًا في بعض الأفلام مثل "ديب إمباكت" و"مينوريتي ريبورت"، ينصح بيتر شوارتز، خبير علم المستقبل والنائب الأول للرئيس التنفيذي لقطاع التخطيط الاستراتيجي لدى شركة "سيلزفورس"، الوفود المشاركة في القمة العالمية للحكومات بضبط خرائطهم الذهنية.
يقول شوارتز: "من العسير للغاية أن نغير الخرائط الذهنية، وهذه هي مشكلة جميع الجهات الحكومية تقريبًا. فمن الصعب أن نشكك في نظم الفكر الخاصة بنا." ملقيًا بالضوء على المشكلات التي واجهتها بعض الشركات لنفس الأسباب. "لم تدرك كوداك أن ثورة الكاميرا الرقمية قادمة لا محالة، كما لم تتصور شركة "أي بي إم" في عام 1980 أن أجهزة الحاسب الشخصي قد تفقد جاذبيتها. وقد كان ذلك خطًا كبدهم خسائر تصل إلى 200 مليار دولار، إلا أنهم تمكنوا من تصحيح هذا الخطأ، فيما ساعدت بصيرة بيل غيتس على تحقيق ما وصل إليه من ثراء."
والسر هنا هو أن كل هذا كان من الممكن توقعه إذا استخدمنا التحليل الدقيق وبعض الخيال، كل ما كان علينا فعله هو طرح بعض الأسئلة المربكة.
يقول شوارتز: "يتعين على الحكومات أن تحسن محادثاتها الاستراتيجية، وهو ما تقوم به سنغافورة، ودبي، والمملكة المتحدة، وفرنسا بشكل جيد، فيما لم تصل الولايات المتحدة الأمريكية وسائر الحكومات إلى نفس المستوى. عليهم أن يتحركوا في الوقت المناسب وان يتحلوا بالشجاعة، وهو ما لا يفعله سوى عدد ضئيل للغاية".
وتشمل الابتكارات التي يمكن أن ننتظر ظهورها طاقة الانشطار النووي، التي يمكن أن تصبح المصدر اللانهائي للطاقة النظيفة في العالم، وكذلك استخدام "كريسبر"، نظام تصحيح الجينات الذي يستطيع أن يمحو الأمراض من الحمض النووي.
وأضاف شوارتز قائلاً: "لقد أصبحنا بالفعل على مشارف الوصول إلى هذه الابتكارات. فقد تطورت عملية استبدال مفصل الورك لتصل إلى استبدال الأطراف التي يمكن للدماغ أن يسيطر عليها. وقريبًا، سنتمكن من تعزيز أداء الشباب باستخدام الهندسة الوراثية. في زمن ليس ببعيد، سيتناولون طعام الإفطار معززًا بالأدوية العصبية التي تحسن مستوى أدائهم في المدرسة، وسينظرون إلى استخدام السيارات كما ننظر نحن اليوم إلى الانتقال باستخدام الخيول."