المستقبل القريب: ما هو وجه الاختلاف بين الثورة الصناعية الرابعة وما سبقها من ثورات
لفت البروفيسور كلاوس شواب، رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، انتباه زعماء العالم إلى أن الثورة الصناعية الرابعة ستكون مختلفة عما سبقها من ثورات.
وقال إن الثورة الصناعية الرابعة الجديدة ستشهد أربعة اختلافات تميزها عن سائر الثورات الصناعية السابقة، التي أخرجت للعالم المحرك البخاري، والكهرباء، ما يسر سبل الإنتاج على نطاق واسع، وكذا أجهزة الحاسب التي فتحت الأبواب إلى العصر الرقمي.
وأضاف أن الاختلاف الأول هو السرعة، وحذر قائلاً: "ستكون الثورة التالية في سرعة موجات التسونامي. عندما ننظر إلى النجاح الهائل الذي ينتظرنا في السنوات المقبلة، نجد أنه سيكون جارفًا لدرجة تمنعنا من ملاحظة التغييرات التي تحدث بسرعة هائلة. وأضاف: "أما الاختلاف الثاني فهو أن ما سنشهده ليس نجاحًا واحدًا فحسب، بل بالأحرى مزيج من النجاحات المتزامنة، مثل: إنترنت الأشياء، وأبحاث الدماغ، والطائرات بدون طيار، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي."
واستطرد قائلاً: "وبالنسبة إلى الاختلاف الثالث فيتمثل في أن هذه الثورة لن تكتفي بتقديم منتجات وخدمات جديدة فحسب، بل ستغير الأنظمة. فلننظر إلى خدمة أوبر، إنها لا تقدم منتجًا جديدًا، بل نظامًا جديدًا للانتقال. وكذلك خدمة أير بي إن بي، فهي ليست منتجًا جديدًا بل نظام جديد من نظم الضيافة. ومن هنا يمكن أن نلاحظ أن هذه الثورة تغير الأنظمة بالكامل، فهي تغير نهج الاستهلاك والإنتاج بالإضافة إلى كيفية تنظيم سلاسل التوريد."
أما بالنسبة للاختلاف الرابع الذي أشار إليه شواب، فهو أن هذه الثورة "لن تغير ما نقوم به فحسب، بل ستغيرنا نحن أنفسنا. ستكون مثل أجهزة استشعار زرعت داخل عقولنا."
واستطرد: "هناك فرص هائلة تلوح في الأفق، وعلينا أن نبدأ في إعداد أنفسنا منذ الآن لاقتناصها. فنحن الآن نلتقي التاريخ."