القمة العالمية للحكومات تستشرف مستقبل الخدمة العامة
جاذبية العمل
وأكد التقرير أهمية تعزيز جاذبية العمل في القطاع الحكومي في مرحلة ما بعد الجائحة، من خلال 3 محاور رئيسية هي العلامة التجارية الخاصة بالمؤسسة، وتجربة الموظف، والمهارات المستقبلية، وذلك عبر تطوير هوية مميزة للمؤسسة، وقياس ونشر مؤشرات أداء الموظف، لزيادة مستوى الشفافية، وتمكين الموظفين بالمهارات المستقبلية.
مهارات المستقبل
وأكد محمد يوسف الشرهان نائب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن مهارات المستقبل وتمكين الجهات الحكومية من تعزيز تنافسيتها في استقطاب المواهب والمهارات والحفاظ عليها وتنمية رأس المال البشري، تمثل عناصر أساسية في نجاح أي حكومة في مواكبة المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، والاستعداد للمرحلة المقبلة على أسس واضحة.
وقال الشرهان إن القمة العالمية للحكومات حريصة على تطوير ومشاركة المعرفة بما يمكن الحكومات من تعزيز جاهزيتها للمستقبل، من خلال استشراف التحديات وابتكار الحلول ونماذج العمل الجديدة، واستكشاف أفضل فرص النمو والازدهار لخير المجتمعات والشعوب.
وأشار إلى أن سلسلة التقارير التي تطلقها القمة العالمية للحكومات تسهم في الارتقاء بمستوى الأداء والعمل الحكومي.
طرق عمل مرنة
وقال جيانماريو بيسانو المدير التنفيذي لأكسنتشر الاستشارية الإدارية في الشرق الأوسط: «بينما تتوجه الحكومات للمرحلة المقبلة من التعافي من الجائحة، فإن الموظفين الحكوميين يسعون للقيام بمهمتهم مزودين بأدوات وموارد محدودة».
وأضاف: «من بين 16 صناعة خضعت للتقييم فإن القطاع الحكومي هو الأقل توصية بحسب البحث الذي قمنا به، وذلك رغم تزايد أهمية دوره في دعم المجتمع والاقتصاد أكثر من أي وقت مضى. ويحتاج الموظفون الحكوميون إلى إعادة تحديد غاياتهم، وتبني طرق عمل مرنة، وتسخير التكنولوجيا لزيادة إمكاناتهم. حان الوقت الآن للقيام بتحول شجاع لتحسين القطاع الحكومي كمكان مفضل للعمل من خلال تعزيز العلامة التجارية وتجربة الموظف ومجموعات المهارات المستقبلية».
القوى العاملة
وتناول تقرير «مستقبل الخدمة العامة: نماذج مبتكرة لتعزيز قطاع العمل الحكومي واستقطاب المواهب حول العالم»، الأفكار والرؤى حول شكل القوى العاملة المستقبلية في القطاع الحكومي، والتغيرات الجوهرية المتوقعة في دور موظفي القطاع الحكومي في المدى المستقبلي المتوسط والتعقيد الذي يعتري القوى العاملة في الخدمة العامة على مستوى العالم في الوقت الحاضر، والضغوطات طويلة الأجل التي تخضع لها جهات العمل و«الأطراف» المعنية بالنقاش عند الإشارة إلى التوظيف في القطاع العام والظروف الاستثنائية التي من المرجح حصولها بعد انتهاء الجائحة، والتوجهات المتخذة في حالة الطوارئ.
وتطرق التقرير إلى احتمالات تراجع معدلات الثقة في الحكومات على المدى الطويل، نتيجة الطلب المتزايد على الخدمات، مشيراً إلى أن ارتفاع معدلات تراجع الثقة سيؤدي إلى انخفاض الإقبال على وظائف القطاع الحكومي، ما ينعكس على خيارات أصحاب الكفاءات العالية الذين لا ينظرون إلى الوظيفة الحكومية كخيارٍ مهني جذاب، في حال لم يقتنعوا بقدرة الحكومة على صياغة السياسات واقتراحها.
ارتفاع سقف
وأشار التقرير إلى ارتفاع سقف تطلعات المجتمعات من الحكومات، ما يحتم على الحكومات الاستعداد لتلبية هذه المتطلبات والتعامل باستباقية معها، لضمان مستقبل أفضل، خصوصاً في مجالات خدمات قطاعات الرعاية الصحية وما بعد التقاعد، ما يفرض المزيد من التحديات.
منافسة
وركز التقرير على الفجوات في مستوى المهارات الأساسية للموظفين، ويشهد استقطاب الكفاءات الفنية وأصحاب المواهب منافسة قوية في جميع القطاعات وفي مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن نقص الكفاءات في مجال الأمن السيبراني يعدّ أبرز التحديات التي تدفع إلى بناء وتعزيز الكفاءات في هذا المجال.
تكيّف
وتعرض التقرير لموضوع التكيّف المبتكر للقوى العاملة، حيث عمدت القوى العاملة في القطاع الحكومي إلى العمل بأساليب حديثة في سعيها للاستجابة لجائحة «كوفيد 19»، من خلال العمل عن بُعد، واعتماد سياسات طارئة ومرنة لتلبية الطلب غير المسبوق على الخدمات الحكومية.
8 شراكات
أعلنت القمة العالمية للحكومات أخيراً توقيع 8 شراكات معرفية جديدة مع نخبة من أبرز الشركات الاستشارية والمؤسسات البحثية العالمية المتخصصة، لإطلاق سلسلة تقارير ودراسات علمية مبنية على رؤى استباقية لتحديد أهم التوجهات والفرص الجديدة لدعم الحكومات وتعزيز جاهزيتها للمستقبل وعالم ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد.
وتركز التقارير على استشراف مستقبل الحكومات ودراسة التحولات العالمية والتحديات التي تواجه العالم.