القمة الحكومية في الإمارات تركز على توفير الحلول المبتكرة للخدمات والإدارة الحكومية
وتشكل القمة التي تعقد في دبي يومي 11 و12 فبراير المقبل ومن خلال أجندتها النوعية إضافة حقيقية في مجال الإدارة الحكومية حيث ستعمل على استعراض التجارب المتميزة في دولة الإمارات والعالم وعددا من التجارب الدولية الرائدة وفي مقدمتها التجربة الكندية والكورية والدنماركية والأسترالية والبرازيلية وتجارب أخرى مميزة، وتركز أيضا على القطاعات الحيوية التي تعتبر من الملفات المهمة، والتي تحتاج إلى الابتكار والتجديد في الإدارة الحكومية، وبما يمكن من تحقيق التقدم المطلوب نحو المستقبل ويسهم بتحقيق الاستفادة القصوى وتعميم المعرفة في المنطقة العربية.
وتشتمل الجلسات النقاشية للقمة على مدى يومين محاور مهمة تطرح موضوعات تمس بشكل كبير احتياجات المواطن من الإدارات الحكومية المختلفة، وطرق الرقي بالخدمات وجودتها لتشكل منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعارف، وبما يمكن من تحقيق التواصل البناء بين الجهات المشاركة في القمة وتمكين الجميع من تحقيق الريادة في تقديم الخدمات الحكومية.
أجندة تطوير الخدمات والعمل الحكومي
وبحسب الأجندة فمن المقرر أن يتم تنظيم ورشة في اليوم السابق لإنطلاق الفعاليات الرسمية للقمة بالتعاون مع جائزة الأمم المتحدة للإدارة العامة حول التمييز ومكافأة الإبتكار في الإدارة العامة، والتي ستتناول تعزيز ونقل وتبني الابتكارات في العالم العربي.
وتهدف الورشة للتعريف بجوائز الأمم المتحدة للخدمة الحكومية التي تعد أرقى تقدير دولي للتميز في الخدمة الحكومية ، كما تهدف أيضا لتشجيع الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في دولة الامارات على تطوير أدائها والارتقاء بخدماتها بشكل يؤهلها بجدارة للمشاركة والفوز بهذه الجائزة وغيرها من الجوائز العالمية.
أجندة تطوير الخدمات والعمل الحكومي
ونظراً لتشعب الخدمات الحكومية التي تقدم في القطاعات المختلفة، فقد أخذ بعين الاعتبار التركيز على جذب الشخصيات الفاعلة في عدد كبير من القطاعات، والتركيز من خلال برنامح الأجندة على بحث الوضع الراهن والآفاق المستقبلية لهذه الخدمات، والوصول إلى صيغ تعاون عملية وفاعلة في هذا المجال، تسهم في توفير مرجع إقليمي معتمد في مجال جودة الخدمات الحكومية والرقي بها بالمستوى الذي يقارب المستويات العالمية المتطورة، كما حرصت كذلك القمة على استقطاب شخصيات فعالة لعرض عدد من التجارب والنماذج المميزة عالمياً.
وسيشهد اليوم الأول للقمة جلسة يسلط خلالها الضوء على تجربتي أبوظبي ودبي في الخدمات الحكومية كنماذج لمدن عالمية تشهد تطوراً كبيراً في مجال تقديم الخدمات الحكومية يتحدث فيها كل من سعادة المهندس مطر الطاير رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات وعضو المجلس التنفيذي في دبي، كما يتحدث فيها سعادة فلاح الأحبابي المدير العام لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني.
الإعلام الاجتماعي أداة فعالة للتواصل مع المتعاملين
وتحت عنوان الإعلام الاجتماعي كأداة حكومية للتواصل مع المتعاملين، والذي شهد خلال السنوات الماضية استخداماً ملحوظاً من الحكومات للتواصل مع المواطنين تنظم الجلسة الثانية والتي يتحدث فيها سعادة طارق لوتاه، الرئيس التنفيذي لكلية دبي للإدارة الحكومية، من الإمارات، كريس فاين، الرئيس التنفيذي للابتكار وتطوير التكنولوجيا في البنك الدولي، من الولايات المتحدة الامريكية، وأندريا دي مايو، نائب رئيس، شركة جارتنر. ويظل التواصل مع المستقبل وبحث سيناريوهات تحقيق فعالية الخدمات والإستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات حاضرا في القمة أيضاً، ويتحدث فيها خبراء دوليون هم برينتون كافين المدير التنفيذي، للمعهد الأسترالي للابتكارات المجتمعية، وجيف مولجان الرئيس التنفيذي، من المؤسسة الوطنية لتقنيات العلوم والفنون- NESTA في المملكة المتحدة، وآرون مانيام، رئيس مركز تطوير السياسات، في سنغافورة.
دور الشراكات المبتكرة مع القطاع الخاص
وتحت مسمى شراكات مبتكرة مع القطاع الخاص لخدمات حكومية أفضل، يتحدث معالي صقر غباش وزير العمل في الإمارات، عن تجربة وزارة العمل في توفير خدمات متميزة ذات جودة عالية في مراكز "تسهيل"، وأهمية تفعيل الشراكات المبتكرة مع القطاع الخاص ومدى أثرها على كفاءة الخدمات الحكومية وجودتها.
الاهتمام ببناء الثقافة الخدمية في القطاع الحكومي وإبراز الدور الذي يقوم بها الموظف الحكومي، والذي يعد نقطة التواصل الأولى مع المواطن، تبرز أيضاً كأولوية على جدول أعمال القمة ويتحدث في الجلسة الخاصة بها جرانت تيدسويل، الوزير المساعد للخدمات، إدارة الخدمات الإجتماعية في سنترلينك في أستراليا، وجاي جوردن، المدير التنفيذي، معهد خدمات المواطنين في كندا.
وتطرح الأجندة كذلك موضوع الابتكار والأدوات العملية لتحسين الخدمات الحكومية ويناقش هذا الموضوع وعبر جلسة حوارية خاصة معالي جوهر ريزفي، الرئيس التنفيذي لمركز أش للابتكار الحكومي في جامعة هارفارد سابقاً ومستشار رئيس وزراء بنجلادش، ويشاركه في الجلسة الدكتورة أدريانا ألبيرتي، مسؤولة الحوكمة والإدارة العامة لدى برنامج الابتكار في الإدارة الحكومية في الأمم المتحدة، وجورج قديفه، نائب الرئيس التنفيذي، في شركة هيوليت بيكارد.
ويتحدث الدكتور رولف ألتر، الرئيس التنفيذي للحوكمة والتطوير الإداري، في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولينيل بريجز، مفوض الخدمات العامة سابقاً في أستراليا، الدكتور مارتين بليكز، رئيس مسؤولين الميزانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، رئاسة الوزراء في السويد عن سبل النماذج المختلفة لتوفير الخدمات وسبل التنسيق والتكامل المؤسسي لضمان الإدارة الكفؤة للموارد وصولاً الى تحقق أهداف وتوقعات المواطنين فيما يتعلق بالخدمات. كما ستكون هناك جلسة عن كيفية قياس التنمية يتحدث فيها كل من جنيفر بليك رئيسة شبكة التنافسية العالمية في المنتدى الاقتصادي العالمي وروجينا بورياني رئيسة قياس التطوير في منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية.
تجارب دولية لتحقيق تبادل المعارف والخبرات
جدول أعمال القمة حرص على عرض التجارب الدولية الناجحة والمميزة في هذا المجال ولتشكل فرصة حقيقية لتبادل المعارف والخبرات، والتعرف على الجوانب الإيجابية والسلبية من خلال استعراض نماذج حية، وسوف يتم عرض تجربة سنغافورة ويتحدث فيها الدكتور شان سوون سين، الأستاذ في مركز نانيانج للإدارة العامة ووزير سابق لوزارات التعليم والصحة وعضو برلمان سابق، والدكتور ويو ووي، أستاذ مساعد، في مركز نانيانج للإدارة العامة، والدكتور يو وينكوان، أستاذ مساعد، مركز نانيانج للإدارة العامة.
ويستعرض تجربة الدنمارك يي جويي وانج، مدير الشؤون الدولية، في مؤسسة الأتمتة (Digitaliseringsstyrelsen)، وتوماس جاكوبسون، مدير خدمات المواطنين، في بلدية كوبنهاجن، وسيدسل سكوفبورج، مستشار أول في مكتب العمدة في بلدية فريديريكزبيرج. وأما التجربة الكندية فيتحدث فيها ريتشارد ستيل، نائب الوزير لاستراتيجية تقديم الخدمات وتطوير الأعمال، في خدمات أونتاريو، وسعادة شيريل فيشر، المدير العام الأول لإدارة الخدمات، في خدمات كندا ، وجاي جوردن، المدير التنفيذي، المعهد الخدمات المواطنين.
التجربة الأسترالية سوف تكون حاضرة ضمن التجارب المميزة، ويستعرضها كلاً من جرانت تيدسويل، الرئيس التنفيذي لسينترلينك، بول مكني، مسؤول الخدمات لجنوب كوينزلاند، وتريسي شيذر، المسؤول الإقليمي للخدمات في منطقة جنوب ويلز الجديدة. وبعدها يستعرض التجربة الكورية الجنوبية كلاً من شانج كيوينج- سون، المدير العام لدائرة البضائع الدولية، وهوانج جونج-سونج، نائب العمدة لتكنولوجيا المعلومات ورئيس المعلومات التنفيذي في حكومة مدينة سيؤول، وكواك بيوينج-جين، المدير التنفيذي، لإدارة المعلومات في وزارة الإدارة العامة والأمن.
وتختتم القمة عرض النماذج الفاعلة بالحديث عن التجربة البرازيلية، وذلك من خلال جلسة تبين الريادة في تحسين جودة الحياة لمواطني البرازيل وتنافسية اقتصادها، ويتحدث فيها الدكتور لويز ألبيرتو دوس سانتوس مساعد الوزير للتحليل ومتابعة السياسات في رئاسة الدولة، والدكتور بيانور سكيلزا كافالكانتي، المدير الدولي لمعهد FGV، والدكتور أندريه فيكتور بارنتشي- الرئيس التنفيذي لمكتب ميناس جيرايس للأولويات الاستراتيجية.
ويحفل اليوم الثاني للقمة كذلك بالموضوعات الشيقة، والتي تحظى باهتمام دولي وإقليمي كبير وتستهل أعمالها بجلسة عن الخدمات الحكومية في الإمارات ويتحدث فيها ومن خلال جلسة تفاعلية حوارية كلاً معالي حميد محمد عبيد القطامي، وزير التربية والتعليم، ومعالي مريم محمد خلفان الرومي، وزيرة الشؤون الاجتماعية، ومعالي عبدالرحمن العويس وزير الصحة بالإنابة.
توصيات وزارية لتحسين الخدمات
وفي جلسة حوار وزارية بالتعاون مع شبكة الأمم المتحدة للإدارة العامة التابعة للأمم المتحدة يتحدث كل من معالي عبدالعظيم كروج الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة في المملكة المغربية ومعالي د. مدينة بنتي محمد، الأمين العام، و زارة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في ماليزيا وسعادة محمد القائد الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للحكومة الإلكترونية عن تجاربهم في تحسين كفاءة وجودة الخدمات وكيفية توفيرها بشكل يلبي احتياجات المواطنين.
وتتضمن الأجندة ورش عمل حول أفضل الممارسات العالمية في تطوير الخدمات الحكومية والتي فازت بجوائز الأمم المتحدة للإدارة العامة تحت عنوان الابتكار في تبسيط الإجراءات الإدارية وتحديث التشريعات ذات الصلة وصولاً إلى الفعالية في تقديم الخدمة، يتحدث فيها أورييل ماركيز كارازكو، أمين الخدمة المدنية سابقاً، من المكسيك.
وحول الابتكار في الخدمات الإلكترونية يتحدث من كوريا الجنوبية كلاً من جيونج مين-سن، نائب الرئيس، في إدارة الخدمات الالكترونية، في وزارة الإدارة العامة والأمن، والبروفيسور بيوج سوب كيم، بروفيسور في جامعة سيؤول. كما يتحدث كل من دكتور هيرويشي كاواشيما وكينيشيرو يامادا عن تجربة حكومة ساجا في اليابان عن الابتكار في الحوكمة الحكومية من خلال الشبكات والشراكات.
نماذج وطنية مميزة من التجربة الإماراتية
وتحتل الانجازات والتجارب الوطنية الرائدة في دولة الامارات حيزا مهما على جدول أعمال القمة من خلال عدد من الجلسات التفاعلية حول الخدمات الحكومية في الإمارات، يتم تناولها في ورش عمل تستعرض تجربة تطوير الخدمات الحكومية في إماراتي أبوظبي ودبي وبوجه خاص ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، حيث يتحدث في جلسة الحكومة الاتحادية كلاً من حصة بوحميد المدير التنفيذي لتطوير القطاع الحكومي في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء وعدد من ممثلي الجهات الاتحادية وسيتم عرض تجربة تطوير الخدمات الحكومية في أبوظبي وقياس تجربة المتعاملين والمخرجات الرئيسية عن محركات رضا المتعاملين في الفئات الخدمية المختلفة بالإضافة لعرض نموذج الخدمات المستقبلي لحكومة أبوظبي وتدعيم الجلسة بممارسات من أرض الواقع من جهات مختلفة في إمارة أبوظبي. ويتحدث في الجلسة كل من ياسر النقبي مدير مكتب برنامج أبوظبي للتميز في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي وخليفة الكتبي نائب المدير التنفيذي للعمليات في شركة أبوظبي للخدمات الصحية وخليفة المنصوري المدير التنفيذي لقطاع خدمات المدن وضواحيها في بلدية المنطقة الغربية ومحمد سعيد النيادي مستشار التخطيط الاستراتيجي والتطوير المؤسسي في مؤسسة التنمية الاسرية. كما يتحدث في جلسة نموذج دبي للخدمة المتميزة كلاً من إيمان السويدي مدير مركز نموذج دبي وعدد من قادة التحسين في الجهات الحكومية في دبي.
ويسلط الضوء في القمة على نماذج التميز الحكومي في الإمارات التي تعتبر إحدى التجارب الرائدة في تطوير الخدمات الحكومية من خلال مؤسسية العمل وتطوير آليات تحسين كفاءة وفاعلية الأداء المؤسسي، ويستعرض هذه النماذج أحمد نصيرات، المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وحصة بوحميد المنسق العام لبرنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي، وياسر النقبي، وسعادة الدكتور محمد عبد اللطيف، مدير عام برنامج الشيخ صقر للتميز الحكومي وسلطان الرميثي المنسق العام لنموذج عجمان للخدمة الحكومية المتميزة.
الجدير بالذكر أن القمة الحكومية التي يشارك بها نحو 2000 شخصية إماراتية وعربية وعالمية تعتبر الحدث الحكومي الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة من حيث نوع وعدد الحضور والمشاركات، وبأنها أول منبر إقليمي من نوعه يجمع هذه النخب من القيادات وصناع القرار والمتخصصين من الوطن العربي والعالم ليناقشوا افضل السبل لتلبية متطلبات المتعاملين المتزايدة ضمن بيئة العمل.