الخطوات الخمسة التي تجعل المواطنين أكثر سعادة
المزيد من الحكومات تدخل في مجال صناعة السعادة
قبل بضع سنوات، كانت فكرة أن الحكومة مسؤولة عن "سعادة" مواطنيها مبعثًا على إثارة العجب. فالسعادة، بعد كل شيء، موضوع أرقُ من أن يُناقش في الأروقة البيروقراطية الحكومية الهادئة. ومنذ ذلك الحين، نشطت العديد من الدول في البحث عن سبل لزيادة السعادة والرفاهية لمواطنيها، ففي الإمارات العربية المتحدة، أطلقت "وزيرة السعادة" جدول أعمال وطني طموح للسعادة يتضمن أدوات لقياس مدى رضا المواطنين، كما عيّنت المملكة المتحدة مؤخرًا وزيرًا للوحدة لمعالجة العزلة الاجتماعية لنحو 90 مليون مواطن.
واليوم، يُتوقع من الحكومات أن تضع سعادة ورفاهية مواطنيها على رأس أولويات سياستها من خلال مجتمع يزداد اهتمامه بالسعادة، ويحدد مواطنها، ويتمسك بها، ويحافظ عليها، وانظر فقط في آخر خمسة وسبعين مليون بحث في جوجل على كلمة السعادة:
- مليونا زائر لعرض السعادة The Happy Show للمصمم ستيفان ساجميستر.
- 100000 كتاب في موقع الأمازون تتعلق بالسعادة.
- الأغنية رقم 1 في قائمة مجلة بيلبورد Bilboard هي الأغنية الشعبية "Happy" للمغني فاريل وليامز في (2014).
- 160 دولة تشارك في "اليوم العالمي للسعادة" للأمم المتحدة.
وفي هذا الأسبوع، يجتمع رؤساء الحكومات وقادة الفكر والعلماء في دبي لحضور القمة العالمية السادسة للحكومات، وترنو معها كل العيون إلى السعادة- وتحديدًا إلى دور الحكومة في تأمين السعادة لمواطنيها.
الناس يريدون فقط أن يكونوا سعداء
يقول المتخصصون إن السعادة الشخصية تأتي من مزيج من أربعة عناصر: تلبية الاحتياجات الأساسية، واللحظات اليومية المبهجة، والعلاقات الاجتماعية، والشعور بالهدف والغاية الأسمى والمعنى الأعمق للحياة. فهل بمقدور الحكومات تحقيق هذه العناصر الأربعة لمواطنيها؟ بعضها يستطيع، لكن الكثير منها لا يستطيع حيث إن نشر السعادة على نطاق واسع يمكن أن يكون مهمة معقدة. يقول أحد المسؤولين: "معظم الناس يريدون أن يكونوا سعداء، ولكن القوى الخارجية في حياتنا يمكن أن تضع تحديات تؤدي بدورها إلى الحزن والوحدة واليأس، ويمكن أن يكون للحكومات دور في انتشال الناس من براثن الحزن، ولكن يجب أن يتم هذا بطريقة صحيحة".
خمس خطوات لمواطنين سعداء
ليس من غير المألوف أن نجد فجوات كبيرة بين أهداف السعادة الوطنية التي تضعها الحكومات والتوقعات الواقعية لمواطنيها. ومن واقع خبرتنا، يتطلب سد هذه الفجوة التركيز على الجهات التي لها تعامل مباشر مع المواطنين. وفيما يلي ملخص لنهجنا المكون من خمس خطوات نحو مواطن أكثر سعادة:
- اجعل السعادة ركيزة في عملك الرئيسي: تتسم استراتيجية السعادة الجيدة بالمواءمة مع الاستراتيجيات التنظيمية ومؤشرات الأداء الرئيسية، ويدعمها أدوات القياس والحوافز، وتكون مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المواطنين. والفكرة هي التركيز في المقام الأول على النتائج الأكثر أهمية بالنسبة للأشخاص، مع قياس مدى تنظيم الهيئة في الوقت نفسه لتقديم خدماتها (على سبيل المثال التنقل والمرافق العامة، والمتنزهات، والترفيه).
- افهم احتياجات السعادة لدى المواطنين: عادًة ما تجيد الجهات الحكومية التفاعل مع العملاء والموظفين، والشركاء، وفي معظم الحالات تقدّم فائدة للمجتمع (انظر الشكل). ولكن رفع مستويات السعادة للمواطنين الأفراد يتطلبُ نهجًا أكثر عمقًا... نهجًا يدرك بشكل أفضل الاحتياجات والتوقعات الفريدة للمواطنين ويخصص التجارب عبر جميع نقاط وقنوات الاتصال. وسيؤدي التحول الرقمي والابتکار القائم علی التكنولوجيا دورًا أساسيًا في "توسيع نطاق" تجارب السعادة الشخصية.
- قم بإجراء تغييرات – السهل منها والصعب: تكافح العديد من الجهات الحكومية مع أنواع التغييرات اللازمة لبناء تجارب السعادة الحقيقية والهادفة. وبنظرة سطحية، قد تظهر التغييرات وكأنها "تجميلية" (مثل الوجوه الباسمة ومكتب ودود لخدمة العملاء). وفي الحياة الحقيقية، فإن جعل السعادة ركيزة أساسية في الأعمال التجارية الرئيسية يتطلب إجراء تقييم نزيه وإعادة تصميم دقيق لسياسات الجهة، والعمليات، ونظم تكنولوجيا المعلومات، والثقافة التنظيمية.
- ابدأ بالأمور المهمة: أفضل مكان للبدء بتصميم تجارب تركز على السعادة هو مع الموظفين الذين يتعاملون مباشرة مع العملاء، مع التركيز على سلوكياتهم وممارساتهم من التعاقد معهم وحتى التقاعد. وسوف يؤدي السلوك الذي يركّز على السعادة مع التعامل على جميع شكاوى العملاء إلى تحقيق نتائج أفضل في أقصر فترة من الزمن.
- جرّب كثيرًا، ولكن قس بحذر شديد: تستند تجارب السعادة إلى الرغبة في تحمل المخاطر، وتجربة مبادرات جديدة، ووضع برامج وحلول موضع التجربة. ومن المهم أن تبدأ بقياسات ما يعمل وما لا يعمل، وإلا فإنك تتعرض لخطر البقاء حبيسًا في مئات من مبادرات السعادة التي تقدم نتائج مثيرة للشك. ويتيح إرساء ثقافة قوية للتقييم والرصد استيعاب المعرفة المؤسسية وإجراء تعديلات سريعة.
وفي الوقت الذي تسعى فيه المزيد من الدول إلى إيجاد السبل الكفيلة برفع مستويات سعادة ورفاهية مواطنيها، سيستفيد العالم من شعب أكثر هدوءًا وأكثر استرخاءً... وهذا شيء جيد.
أصحاب المصالح في السعادة
مجتمع سعيد |
...يعمل على تعزيز الفخر والاعتراف |
شركاء السعادة |
...يقدمون جودة أعلى ... يقدمون شروطًا أفضل للتعاقد ...يضعون الأولويات، وينفذون بشكل أسرع ...يشاركون أفضل الممارسات وتقديم المساعدة للابتكار |
عملاء سعداء |
...يدفعون في الوقت المناسب ... يدفعون فواتيرهم المستحقة ...يحتاجون خدمة عملاء أقل |
موظفون سعداء |
...أكثر إنتاجًا ...أكثر صحة ...يقدمون خدمة عملاء أفضل |